وإلقاء أكثر ما يكون من شعر هومر. وكان يمثل كل قسم من أقسام أتكا العشرة أربعة وعشرون رجلاً يختارون من بين أصح السكان أجساماً وأقواهم بنية وأجملهم منظراً، وكانوا يعطون جائزة للأربعة والعشرين الذي يكون لهم في النظارة أعظم الأثر، وتسمى جائزة "الرجولة الباهرة"(٣٣).
وإذ كانت الرياضة ضرورية للحرب، ولكنها تنعدم إذا لم تعقد لها مباريات، فقد أنشأت المدن اليونانية الألعاب اليونانية الجامعة لتكون أكبر حافز لليونان أجمعين على إتقان هذه الألعاب. وكانت أولى هذه المباريات الجامعة هي التي تقام بانتظام مرة كل أربع سنين في أولمبيا؛ وقد أقيمت للمرة الأولى في عام ٧٧٦ ق. م وهو أول تاريخ محدد في حياة اليونان بأجمعها. وكانت هذه الألعاب في أول أمرها مقصورة على الإيليين Eleans، وقبل أن يمضي قرن على بدايتها كان يشترك فيها لاعبون من جميع بلاد اليونان؛ ولم يحل عام ٤٧٦ حتى كان ثبت الظافرين فيها يشمل لاعبين من جميع البقاع الممتدة من سينوب إلى مرسيلية؛ وأصبح عيد زيوس على مر الزمان يوماً مقدساً دولياً، وكان الشهر الذي يقع فيه هذا العيد شهراً حراماً يتهادن فيه المحاربون في جميع بلاد اليونان، ويفرض فيه الإيليون غرامات على كل دولة يونانية يلحق في أرضها أذى بأي قادم إلى هذه الألعاب. وقد أدى فليب المقدوني هذه الغرامة عن يد وهو صاغر لأن بعض جنوده سرقوا مال أثيني وهو في طريقه إلى أولمبيا.
وفي وسعنا أن نتصور الحجاج واللاعبين يبدءون رحلتهم من المدن النائية قبل بدء المباريات بشهر كامل، فإذا ما حان الموعد المحدد اجتمعوا كلهم في صعيد واحد؛ وكانت أيام المباريات سوقاً عامة وعيداً في وقت واحد، وكانت الخيام تنصب في السهل لتقي الزائرين حر شمس يوليه اللافح، وإلى جانبها المظلات يستظل بها البائعون ويعرضون تحتها بضاعتهم على اختلاف ألوانها، من خمر وفاكهة وخيل وتماثيل؛ وترى اللاعبين على الحبال والمشعوذين يعرضون