السور؛ وهذا هو كل ما حدث من التطور في آلات الحصار قبل عصر أرخميدس. أما الأسطول فكانت طريقة الاحتفاظ به أن يُختار في كل عام أربعمائة من الأغنياء امتيازهم الخاص أن يُجندوا بحّارة السفن، ويهيئوا السفينة ذات الثلاثة الصفوف من المجاديف بما يلزمها من أدوات تقدمها لهم الدولة، على أن يؤدوا هم نفقات بنائها وإنزالها في البحر والمحافظة عليها من العطب. وبهذه الطريقة كانت أثينة تحتفظ وقت السلم بأسطول مؤلف من نحو ستين سفينة (٥٥).
وكانت نفقات الجيش والأسطول تستنفذ الجزء الأكبر من مصروفات الدولة. وكانت مصادر الإيراد هي المكوس، وعوائد المرافئ، وضريبة مقدارها اثنان في المائة على الواردات والصادرات، وضريبة الفرضة ومقدارها اثنتا عشرة دراخمة على كل فرد من الأجانب، ونصف دراخمة على كل معتوق ورقيق، وضريبة العاهرات، وضريبة البيوع، والرخص، والغرامات، والأملاك المصادرة، والجزية التي تؤديها الولايات. وقد ألغت الدمقراطية الضريبة التي كانت مفروضة من قبل على الحاصلات الزراعية والتي استمدت منها أثينة مواردها في أيام بيسستراتس لأنها رأت أن هذه الضريبة تحط من كرامة الزراعة. وكانت جباية معظم الضرائب يناط بها الملتزمون يجمعونها لحساب الدولة ويحتفظون لأنفسهم بنصيب منها. وكانت الدولة تحصل على إيراد كبير من استغلال موارد البلاد المعدنية. وكانت في أثناء الأزمات تجبي ضريبة على رؤوس الأموال تختلف نسبتها باختلاف الأملاك. وقد جمع الأثينيون بهذه الطريقة في عام ٤٢٨ مثلاً مائتي وزنة (تالنت) تبلغ قيمتها بنقود هذه الأيام مليون ريال أمريكي ومائتي ألف ريال لتسد بها نفقات حصار متليني. كذلك كان الأغنياء يُدعَون لأداء بعض الخدمات العامة Leiturgiai كتقديم ما يلزم من المعدات للسفراء الذاهبين في مهام إلى خارج البلاد، وإعداد بعض السفن للأسطول، أو أداء نفقات المسرحيات، أو المباريات الموسيقية، والألعاب. وكان بعض الأغنياء يتطوعون لأداء هذه