الآلهة في عيد ديني. ونجد بروميثيوس في مستهل المسرحية مشدوداً إلى صخرة في جبال القوقاز شده إليها هفستس Hephaestus بأمر زيوس حين غضب على بروميثيوس لأنه علم الآدميين فن النار ويقول هفستس:
يا ابن ثميس يا حصيف الرأي يا حكيم!
لقد كتب عليك أن تشد بالأغلال
إلى هذه الصخرة العالية التي لا يرقاها إنسان
ولا تسمع فيها صوت آدمي
أو ترى وجه أحد ممن كنت تحبهم، وحيث تذبل زهرة جمالك
محترقة في حر الشمس اللافح الصافي.
وسيقبل الليل مزادنا بالنجوم
وتتسلى بضلاله، فإذا طلعت الشمس
بددت بأشعتها صقيع الصباح؛
ولكن شعورك ببلواك الحاضرة يقض مضجعك
مهما يكن ما تتعرض له من أخطار، لأن أحداً لا يمد يده
لحل وثاقك. إن هذا هو الذي تجنيه من حبك لبنى الإنسان،
لأن زيوس شديد صارم، ولأن الملوك المحدثين قساة غلاظ الأكباد
وبتحدي بروميثيوس، وهو معلق في الصخرة لا حول له ولا طول، رب أولمبيس، ويعد في زهو وكبرياء الخطوات التي نقل بها الحضارة إلى الخلائق الأولين الذين كانوا حتى ذلك الوقت:
يعيشون كالنمل الأخرق تحت الثرى في الكهوف الخاوية التي لا تدخلها أشعة الشمس، ولا تصل إليها دلائل على حلول الشتاء، ولا يعطرها شذى أزهار الربيع، ولا تملؤها فاكهة الصيف؛ ولكنهم كانوا يعملون كل شيء وهم عمى البصائر لا يخضعون لقانون، حتى علمتهم كيف تشرق النجوم وتغرب