للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يشترك في حفلات الزواج الحماسية في المدينة، وما وافت سنة ٤٠٨، وكان قد بلغ الثانية والسبعين من العمر، حتى قبل دعوة وجهها إليه الملك أرخلوس Archelaus لينزل ضيفاً عليه في عاصمة مقدونية. ووجد يوربديز في مدينة بلا Pella تحت حماية هذا الفردريك (١) - ولم يكن كملك بروسيا يخشى منه على عقائد شعبية - وجد في هذه المدينة الطمأنينة والراحة، وفيها كتب مسرحية إفجينيا في أوليس التي تكاد تكون كلها من قصائد الرعاة، ومسرحية الباخيات الدينية العميقة. ومات بعد ثمانية عشر شهراً من قدومه إلى تلك المدينة، ويقول أشقياء اليونان إن موته كان نتيجة لهجوم كلاب الملك وتمزيقها جسده.

وبعد سنة من موته عرض ابنه المسرحيتين في احتفال المدينة بعيد الديونيشيا ومنحهما القضاة الجائزة الأولى. ويظن النقاد، ومنهم العلماء المحدثون أنفسهم، أن مسرحية الباخيات كانت ترضية قدمها يوربديز للدين اليوناني (١٢٢). على أنه ليس ببعيد أن يكون قد قصد بالمسرحية أن تكون قصة رمزية لما لقيه يوربديز من معاملة على أيدي الشعب في أثينة.

وتقص المسرحية كيف مزقت جماعة من النساء المتظاهرات في الحفلات الديونيشية تقودهن أجيف Agave أم بنثيوس Pentheus ملك طيبة، نقول كيف مزقت أولئك النسوة جسم هذا الملك لأنه طعن في خرافتهن الباطلة الهمجية وتدخل من غير حق في شئون حفلاتهن.

ولم تكن هذه فكرة جديدة، فإن القصة من الأساطير الدينية المأثورة. وكانت أسطورة التضحية بحيوان أو تمزيق جسم إنسان إذا جرؤ على حضور هذه المواكب جزءاً من الطقوس الديونيشية. وقد ربطت هذه المسرحية


(١) يقصد أرخلوس نفسه الذي استضاف يوربديز كما استضاف فردريك الأكبر ملك بروسيا فلتير. (المترجم)