العظيم في عام ٤١٥ وقد عقد لواؤه لداعية من دعاة السلم خوار القلب يبغض الحرب، ورجل جريء من أنصار الحرب، يقف توزيع القيادة وخشية البحارة أن يكون قد استحق غضب الآلهة، حائلاً بين عبقريته وبين الجهود التي لابد من بذلها لنيل النصر. ولم تكد تمضي على سفر الأسطول بضعة أيام حتى وردت أدلة كالأدلة السابقة لا سند لها يؤديها ولا يمكن الوثوق بها تقول إن ألقبيادس وأصدقاءه قد اشتركوا في تمثيل الطقوس الإلوريتية الخفية تمثيلاً هزلياً ساخراً. وأسرعت الجمعية تدفعها الجماهير الهائجة الغاضبة، فأرسلت السفينة السريعة سلامينيا Salaminia للحاق بألقبيادس وإعادته إلى أثينة ليقدم فيها للمحاكمة. وقبل ألقبيادس الدعوة، وانتقل إلى سلامينيا؛ ولما أن رست السفينة عند ثورباي نزل إلى البر خفية وفر هارباً. فلما أن غلبت الجمعية الأثينية على أمرها أصدرت حكمها بنفيه ومصادرة جميع أملاكه. وإعدامه إذا ما استطاع الأثينيون القبض عليه. واستولى عليه الحزن إذ رأى أن مشروعاته التي تهدف إلى مجد أثينة وتوطيد دعائم إمبراطوريتها قد قضى عليها من جرّاء حكم لا يزال يعده ظالماً، فلجأ إلى البلوبونيز، وحضر إحدى جلسات الجمعية الإسبارطية، وعرض أن يساعد إسبارطة على هزيمة أثينة وإقامة حكومة أرستقراطية فيها. ويقول توكيديدز على لسانه:"أما الديمقراطية فإن العقلاء منا يعرفون حقيقة أمرها، ولست أنا أقل علماً بذلك عن أي واحد منهم، لأن عندي من أسباب الشكوى منها أكثر مما عندهم، ولكني لا أجد شيئاً جديداً أذكره عن هذا السخف المتأصل فيها"(٢٤). وأشار على الإسبارطيين أن يسّيروا أسطولاً لمساعدة سرقوصة، وجيشاً للاستيلاء على دسيليا Deceleia - وهي مدينة في أتكا إذا استولت عليها إسبارطة تحكمت عسكرياً في أتكا بأجمعها ما عدا أثينة، فتمنع بذلك مناجم الفضة في لوريوم أن تمد أثينة بالأموال التي تمكّنها من مقاومة الغزو، حتى إذا