ولكنه طلب دك الأسوار الطويلة واستدعاء الألجركيين المنفيين، وتسليم جميع ما كان باقياً من أسطولها عدا ثمان سفن، وأن تقطع على نفسها عهداً بأن تساعد إسبارطة مساعدة جدية في كل حرب تخوض غمارها في المستقبل، واحتجت أثينة على هذه الشروط ولكنها قبلتها صاغرة.
واستولى الألجركيون العائدون بزعامة أقرتياس وثرمنيز على أزمة الحكم بتأييد ليسندر، وألفوا مجلساً من ثلاثين عضواً ليحكم أثينة (٤٠٤). ولم يفد هؤلاء العائدون من دروس الماضي شيئاً، كما لم يفد منها آل بربون Bourbon بعد أن عادوا إلى حكم فرنسا. فقد صادروا أموال كثيرين من أغنياء التجار، وأوغروا عليهم صدورهم. ونهبوا أموال الهياكل، وباعوا بثلاث وزنات أرصفة بيرية التي كلفت أثينة ألف وزنة (٣٠)، ونفوا من المدينة خمسة آلاف من الديمقراطيين، وأعدموا ألفاً وخمسمائة آخرين؛ وقتلوا جميع الأثينيين الذين لم يكونوا هم راضين عنهم لأسباب سياسية أو شخصية؛ وقضوا على حرية التعليم والاجتماع، والكلام؛ وحرم أقريتياس على سقراط، وقد كان يوماً ما تلميذ هذا الفيلسوف، أن يواصل أحاديثه العامة. وأراد الثلاثون أن يُعرّضوا الفيلسوف للشبهات ويضموه إلى قضيتهم فأمروه هو وأربعة غيره أن يقبضوا على ليون Leon الديمقراطي، فأطاع الأربعة أمرهم ورفضه سقراط.
وازدادت جرائم الألجركيين وتضاعفت إلى حد أنسى الأثينيين أوزار الديمقراطية، فأخذ عدد من يريدون التخلص من هذا الطغيان الدموي، ومن بينهم كثيرون من ذوي اليسار؛ يزداد يوماً بعد يوم؛ ولما أن اقترب من بيرية ألف من الديمقراطيين المدججين بالسلاح بقيادة ثرازيبولس Thrasypulus لم يكد الثلاثون يجدون من يدافع عنهم غير شيعتهم الأقربين. ونظم أقريتياس جيشاً صغيراً، وخرج هو إلى ميدان القتال فهزم وقتل. ودخل ثرازيبولس