للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قضاة، ولكن هذا التعديل لم تكن له أقل فائدة في الحد من طغيان الطبقات الدنيا. ذلك أن هذه الهيئة الجديدة هي الأخرى إلى جانب العامة، وكان تدخلها سبباً في إضعاف هيئة المجلس الذي هو أكثر محافظة من الجمعية والانتقاص من سلطانه. ويبدو أن مستوى الذكاء في الجمعية قد نقص في القرن الرابع، ولعل منشأ هذا النقص هو أداء الأجور على حضور جلسات الجمعية. نقول هذا ببعض التحفظ لأن الذين نعتمد عليهم في هذا القول هم الرجعيون المتحيزون أمثال أرسطوفان وأفلاطون (٣٩). ويقول إسقراط إن أعداء أثينة هم الذين يجب عليهم أن يؤدوا الأجور لحضور جلسات الجمعية حتى يكثر اجتماعها، وذلك لكثرة ما ترتكبه من الأغلاط (٤٠) في أعمالها.

وخسرت أثينة بسبب هذه الأغلاط إمبراطوريتها وحريتها جميعاً. ذلك أن الحرص الشديد على المال والسلطان الذي قوض أركان الحلف الأول قد دك وقتئذ قواعد الحلف الثاني أيضاً، فقد شعرت أثينة بعد سقوط إسبارطة في لكترا أن في وسعها الآن أن توسع أملاكها، وكانت وهي تنظم إمبراطوريتها الجديدة قد قطعت على نفسها عهداً ألا تسمح للرعايا الأثينيين بامتلاك أرضين خارج حدود أتكا (٤١). ولكنها بعد أن فتحت ساموس، والكرسنيز التراقية، ومدائن بدنا، وبوتيدبا، وميتوني على سواحل مقدونية وتراقية استعمرتها على أيدي المواطنين الأثينيين. واحتجت على ذلك الدول المتحالفة معها وانسحب الكثير منها من الحلف. واستخدمت أثينة وسائل القسر والعقاب التي استخدمتها من قبل في القرن الخامس، ولكنها لم تجنِ من ورائها فائدة في هذه المرة كما لم تجن منها فائدة في المرة السابقة. وكانت النتيجة أن أعلنت طشيوز، وكوس، ورودس، وبيزنطية في عام ٣٥٧ "حرب" عصيان "اجتماعية". ولما أن رفض تموثيوس Timotheus وأفكراتيز، وهما قائدان من أعظم القواد الأثينيين كفاية، أن يهاجما الأسطول الثائر في الهلسبنت أثناء عاصفة هوجاء، اتهمتهم الجمعية