للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخرافية مخترع شعر رعاة البقر. وخلاصة القصة أن دفنيس ظل وقتاً ما يراقب قطعانه، ويحسدها على مرحها وحبها، حتى إذا ما نبتت الشعرة الأولى على شفته هامت بحبه إحدى حور الغاب المقدسات، وتزوجت بهِ. ولكنها تقاضت من ثمن حبها بأن جعلته يقسم ألا يحب قط امرأة غيرها. وحاول جهده أن يبر بقسمهِ وأفلح في هذا إلى أن افتتنت ابنة أحد الملوك بشبابه وأسلمت نفسها له في الحقول. وأبصرت هذا أفرديتي، وانتقمت لزميلتها الإلهة بأن جعلت دفنيس يذوب قلبه وجسمه من الحب غير المستجاب. فلما مات أوصى بمزماره إلى بان Pan في أغنية يضيف إليها صاحب القصة قراراً موسيقياً يردده بعد كل مقطوعة في الأغنية:

"أقبل يا سيدي؛ وخذ هذا المزمار الجميل

المغمور في الشمع الذي لا تزال تفوح منه رائحة الشهد

والمربوط عند الشفتين بالخيط. ذلك أن حبي قد أقبل

ليناديني إلى بيت الأموات".

يا ربات الشعر أقلعي، أقلعي عن نشيد الرعاة

"والآن فليخرج العوسج والحسك أزهار،

البنفسج؛ وليزهر النرجس،

فوق العرعر؛ ولتتنكب كل الأشياء طريقها السوي،

وليثمر الصنوبر الكمثري، لأن دفنيس سوف يموت.

ولتطارد الوعول كلاب الصيد، وليطرد البوم الناعق

العندليب من التلال"

يا ربات الشعر أقلعي، أقلعي عن نشيد الرعاة

"قال هذا-ثم لم يقل شيئاً. وكان يود أفرديتي

أن ترفعه؛ ولكن ربات الأقدار

قطعت حبل حياته، فهوى دفنيس