Colotes حين سمع أبيقور لأول مرة خر راكعاً، وبكى، وحياه بأنه إله (٣٥).
وظل أبيقور ثلاثين عاماً يعلم في حديقته ويفضل المدرسة عن الأسرة حتى إذا كان عام ٢٧٠ قاسى أشد الآلام من حصوة في المثانة، ولكنه تحمل الألم بصبر عجيب، ووجد وهو على فراش الموت متسعاً من الوقت للتفكير في أصدقائهِ:"أكتب إليكم في هذا اليوم السعيد الذي هو آخر أيام حياتي. إن انسداد مثانتي، وآلامي الداخلية قد وصلا إلى غايتهما، ولكنهما يقف في سبيلهما ابتهاج عقلي حين أفكر في حديثي معكم. اعتنوا بأطفال متردوروس العناية الخليقة بإخلاصكم لي وللفلسفة طوال حياتكم"(٣٦). وأوصى بما يملك للمدرسة راجياً "ألا يشعر أي واحد من الذين يدرسون الفلسفة بالحاجة … على قدر ما تصل إليه قوتنا لمنعها"(٣٧).
وترك أبيقور وراءه مريدين خلف بعضهم بعضاً زمناً طويلاً، وقد بلغ من وفائهم لذكراه أن ظلوا قروناً طوالاً يأبون أن يغيروا كلمة واحدة من تعاليمهِ. وكان أشهر تلاميذه كلهم مترودوروس اللمبسكي Metrodorus of Lampascus، وقد أدهش بلاد اليونان كلها أو أثار ضحكها بتلخيصهِ الأبيقورية كلها في قولهِ إن "كل الطيبات ذات صلة بالبطن"(٣٨)، ولعله كان يقصد بهذا أن الملاذ كلها جسمية وأنها في آخر الأمر معوية. ورد عليهِ كريسبوس بتسميتهِ علم البطنة الذي تخصص فيهِ أركستراتوس "مركز الفلسفة الأبيقورية"(٣٠). وأساء الجمهور فهم الأبيقورية فنددوا بها علناً وساروا على سننها في أوساط كبيرة في جميع أنحاء هلاس. واتبعها كثيرون من اليهود الهلنستيين، وبلغ من كثرتهم أن أضحت كلمة أبيقور عند الأحبار مرادفة لكلمة مرتد عن الدين (٤٠). وفي عام ١٣٧، أو ١٥٥ أخرج من رومة اثنان من فلاسفة