ذوات شعر أسود وعيون داكنة. وكان للشقراوات عندهن منزلة رفيعة، وكذلك كان للصبغات الألمانية التي تكسب الفتيات هذا اللون قيمة كبيرة عند الرومانيات. أما الرجل الروماني فكان يتصف بالقوة والمهابة أكثر مما يتصف بالوسامة، فقد قسا وجهه من أثر تربيته الصارمة والحياة العسكرية الطويلة، ثم نعم واسترخى بعد انهماكه في الملاذ في الأيام الأخيرة. وما من شك في أن كليوبطرة قد أحبت أنطونيوس لسبب آخر غير خديه المنتفختين من احتساء الخمر، وأحبت قيصر بسحر آخر غير سحر أنفه ورأسه الشبيهين برأس النسر وأنفه. لقد كان الأنف الروماني كالخلق الروماني حاداً منحرفاً، وظل الرومان يلتحون ويطيلون شعر رؤوسهم حتى عام ٣٠٠ ق. م حين بدأ الحلاقون يمارسون مهنتهم في رومه. أما ملابسهم فكانت في جوهرها كملابس اليونان، فكان الأولاد والبنات والحكام وكبار الكهنة يلبسون التوجا براتكستا Toga Praetexta أي الجبة ذات الأهداب الأرجوانية. فإذا أتم الشاب السادسة عشرة من عمره استبدل بها التوجا فريلس toga virilis " حبة الرجولة" البيضاء دلالة على أنه قد أصبح من حقه أن يقترع في الجمعيات الوطنية ومن واجبه أن يخدم في الجيش. وكانت النساء في داخل البيوت يلبسن ثوباً (استولا (stola) يربطونه بمنطقة تحت الثديين، ويصل إلى القدمين؛ فإذا خرجن من البيوت لبسن فوقه Palla أو عباءة. وكان الرجال وهم في البيوت يلبسون قميصاً بسيطاً tunica، فإذا خرجوا منها أضافوا إليه جبة على الدوام وعباءة في بعض الأحيان. وكانت الجبة (tegere أي يغطى) رداء من الصوف تتكون من قطعة واحدة يبلغ عرضها ضعفي عرض لابسها، وطولها ثلاثة أضعاف طوله. وكانت تلف حول الجسم ويلقى ما زاد منها على الكتف اليسرى، ثم تلف من تحت إبط اليد اليمنى، وتعود مرة أخرى فتلقى فوق الكتف اليسرى. وتستخدم ثناياها التي فوق الصدر كما تستخدم تحت الجيوب، وكانت تترك ذراع لابسها اليسرى حرة في حركتها.