للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والحوادث الشهيرة، وعلامات التشاؤم والتفاؤل، وأيام الأعياد (١).

وقد اعتمد ك. فابيوس بكتور Q. Fabiue Pictor على هذه السجلات في كتابة تأريخ لروما خليق بالاعتبار، وإن كان ما كتبه باللغة اليونانية؛ ذلك بأن اللغة اللاتينية لم تكن تعد في ذلك الوقت صالحة لأن يكتب بها النثر الأدبي، ولم يكن يكتب بها المؤرخون حتى زمن كاتو.

لقد كان هناك خليط من النثر يسمى ساتوري Sature، وهو خليط من الكلام المطرب الأجوف والغزل الهزلي -صاغ منه لوسلس Lucillus فيما بعد صورة جديدة كتب بها هوراس Horace وجوفنال Juvenal. وكان لديهم مجون هزلي فاحش أو تقليد صامت يقوم له في العادة ممثلون من إتروريا.

وقد أطلق لفظ استريوني Istiriones على بعض هؤلاء الممثلين القادمين من مدينة استريا Istria ومن هذا الاسم اشتق لفظ Histrio (ممثل) اللاتيني ومشتقاته في اللغة الحديثة. كذلك كانت تمثل في أيام الأسواق والأعياد مسرحيات هزلية فجة شبه مرتجلة، أخذت عنها كثير من المسرحيات الهزلية الإيطالية القديمة والحديثة آلافاً من شخصياتها: كالأب الغني الأبله، والشاب المتلاف صريع الحب، والعذراء المفترى عليها، والخادم الدساس الماهر، والنهم الدائب السعي إلى وجبة، والمهرج المرح الصخاب.

وفي ذلك العهد البعيد كان المهرج يتباهى برقع ثيابه الزاهية الألوان، وبسراويله الطويلة المنتفخة، وبصديريته الواسعة الأكمام، وبرأسه الحليق، وهي الصورة التي لا نزال نذكرها من أيام شبابنا. ولقد وجدت على مظلمات خرائب بمبي صورة لا تفرق في شيء عن صورة "القرقوز" المعروفة.

وكان أول دخول الأدب في روما على يد عبد يوناني في عام ٢٧٢ ق. م.


(١) Annales maximi، Libri magistratum، fasti consulares fasti calendares