فما بالكم إذا ما تساوين بأزواجهن؟ هل تظنون أنكم في هذه الحال ستطيقونهن؟ إن الساعة التي يصبحن فيها مساويات لكم ستكون هي الساعة التي يصرن فيها ذوات الأمر والنهي عليكم (١٣) ". وسخر منه النساء وألزمنه الصمت وأصررن على طلبهن حتى ألغي القانون. وانتقم كاتو لنفسه وهو رقيب بأن زاد الضرائب المفروضة على السلع التي يحرمها قانون أبيوس إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه. ولكن التيار كان جارفاً، ولم يكن في وسع أحد أن يصده، فألغيت القوانين الأخرى التي كانت تحد من حرية النساء أو عدلت أو أغفلت؛ فأصبح للنساء الحق المطلق في الإشراف على استثمار بائناتهن، وصرن يطلقن أزواجهن أو يجرعنهم السم في بعض الأحيان، وبدا لهن أن ليس من سداد الرأي أن يلدن الأبناء في عصر ازدحمت فيه المدن بالسكان وكثرت فيه حروب الفتح والاستعمار.
وكان كاتو وبولبيوس قد أدركا في عام ١٦٠ ق. م أن السكان يتناقصون، وأن الدولة عاجزة عن أن تجند من الجيوش ما استطاعت أن تجنده لقتال هنيبال. وورث الجيل سيادة العالم، ولكنه لم يجد لديه من الوقت أو الرغبة ما يستطيع بهما أن يدافع عنه؛ ذلك أن الاستعداد لتلبية نداء الحرب كلما دعا لها الداعي، وهو الاستعداد الذي كان من خصائص المالك الروماني، لم يعد له وجود، بعد أن تركزت الملكية في أيدي أسر قلائل، وغصت أقذر أحياء رومه بالصعاليك الذين لا مصلحة لهم في البلاد يخافون عليها أو يدافعون عنها. وأصبح الناس شجعاناً بالنيابة إن صح هذا التعبير. فقد كانوا يهرعون إلى المدرجات ليشاهدوا الألعاب التي تجري فيها الدماء، وكانوا يستأجرون المجالدين ليصطرعوا أمامهم في ولائمهم. وأنشئت مدارس للبنين والبنات يتعلم فيها الشبان والشابات الغناء والموسيقى والمشي الرشيق (١٤). ورقت طباع الطبقات العليا بعد أن فسدت أخلاقها؛ أما الطبقات الدنيا فقد ظلت طباعها غليظة خشنة قوية، وكانت وسائل لهوها في الغالب عنيفة ولغتها بذيئة. وإنا لنشم رائحة البذاءة في بلوتس Plautus