لأن يعاد اختياره تربيوناً في عام ١٣٢. وإذ كان إيمليانس وليليوس وغيرهما من الشيوخ الذين عضدوا اقتراحه الأول قد تخلوا عنه الآن، فقد لجأ بكليته إلى العامة ووعدهم بأن ينقص إذا اختاروه مدة الخدمة العسكرية، ويلغى استئثار الشيوخ بأعمال المحلفين، وأن يجعل حلفاء رومه من الإيطاليين مواطنين رومانيين. ورفض مجلس الشيوخ في هذه الأثناء اعتماد الأموال التي طلبتها اللجنة الزراعية التي نيط بها تنفيذ قوانين تيبيريوس. فلما أوصى أتلس الثالث Atallus III ملك برجموم Pergamum بمملكته لرومه في عام ١٣٣ عرض جراكس على الجمعية أن تباع أملاك أتلس الخاصة والمنقولة، وأن يوزع ما يتحصل من بيعها على من نالوا إقطاعيات من أراضي الدولة ليبتاعوا بها ما تحتاجه مزارعهم من أدوات. وأثار هذا الاقتراح غضب مجلس الشيوخ لأنه رأى أن ما له من سيطرة على الولايات وعلى الأموال العامة قد أخذت تنتقل إلى جمعية قوية الشكيمة غير ممثلة للبلاد، معظم أعضائها من أصل وضيع ومن غير أبناء البلاد الأصليين. فلما كان يوم الانتخاب ظهر جراكس في السوق العامة بملابس الحداد ومن حوله حراس مسلحون للدلالة على أن هزيمته في الانتخاب ستؤدي إلى اتهامه وإعدامه. وحدث في أثناء الاقتراع أن لجأ كلا الطرفين إلى العنف. ونادى سبيو نسكا Scipio Nasica بأن تيبيريوس يريد أن ينصب نفسه ملكاً، وقاد الشيوخ إلى السوق العامة مسلحين بالهراوات. وارتاع أنصار جراكس حين شاهدوا أثواب الأشراف الفخمة فتخلوا عنه، وأصيب تيبيريوس بضربة على أم رأسه خر على أثرها صريعاً وهلك معه بضع مئين من أتباعه. ولما طلب كيوس Caius أخوه الأصغر أن يؤذن له بدفنه لم يجب إلى طلبه، وألقيت جثث العصاة الموتى في نهر التيبر وكورنليا في أثناء ذلك حزينة باكية.
وأراد مجلس الشيوخ أن يهدئ من ثورة العامة فوافق على تنفيذ قوانين جراكس. ويستدل من ازدياد عدد المواطنين المدونة أسماؤهم