بريتوران هما سثيجس Sefhegus ولنتولس Lentulus، وتقدم كاتلين للقنصلية مرة أخرى في شهر أكتوبر التالي.
ويقول لنا المترجمون له من المحافظين إنه أراد أن يضمن لنفسه النجاح في هذا الانتخاب، فدبر قتل منافسه في أثناء الحملة، واغتيال شيشرون في الوقت عينه. وادعى شيشرون أنه علم بهذا التدبير فملأ "ميدان المريخ" بحرس مسلح، وأشرف بنفسه على عملية الانتخاب، وهزم كاتلين للمرة الثانية رغم تأييد الطبقات الدنيا وتحمسهم له. ويحدثنا شيشرون أنه في اليوم السابع من نوفمبر طرق بابه عدد من المتآمرين، ولكن حراسه صدوهم عنه وأبصر شيشرون في اليوم الثاني كاتلين في مجلس الشيوخ فأخذ يكيل له ذلك السباب الذي كان كل تلميذ ينطق به في وقت من الأوقات. وبينما كان الخطيب يصب اللعنات على كاتلين خلت المقاعد التي حوله واحداً بعد واحد حتى لم يبق في المجلس غيره. وتحمل وهو صامت سيل التهم الجارف والألفاظ المقذعة القاسية تنصب انصباب السياط على رأسه.
وأخذ شيشرون يستثير كل عاطفة من عواطفه، فشبه الأمة بالأب العام وشبه كاتلين بقاتل أبيه، واتهمه غمزاً وضمناً بغير دليل بأنه يأتمر بالدولة، وبالسرقة، والزنى، والأفعال الجنسية الشاذة، وتوجه آخر الأمر إلى جوف Jove أن يقي رومه السوء، وأن يصب عذابه السرمدي على كاتلين.
ولما أتم شيشرون خطبته خرج كاتلين من المجلس دون أن يعترضه أحد، وانضم إلى قواته في إتروريا. وأرسل قائده لوسيوس منليوس Lucius Manlius آخر نداء له إلى مجلس الشيوخ وقال فيه:
إنّا لنُشهد الآلهة والناس على أننا لم نمتشق الحسام لنقاتل به بلدنا، أو نهدد به سلامة بني وطننا. وكل الذي يدفعنا نحن المعدمين البائسين الذين تضافر علينا عنف المرابين وقسوتهم فشردونا من أوطاننا، وحكم علينا