و ٩٣٠٠٠ بشل (١) من القمح، ومقادير من الكتان، والفلفل، والورق، والزجاج (٣١). على أن السفر بالسفن بعيداً عن السواحل كان لا يزال معرضاً للأخطار، كما وجد القديس بولس في أسفاره. ولم يكن يجرؤ على عبور البحر الأبيض المتوسط فيما بين نوفمبر ومارس إلا عدد قليل من السفن، وكانت الرياح الموسمية تجعل السفر في وسط الصيف مستحيلاً من جهة الشرق. وكانت الأسفار بالليل وكثيرة في تلك الأيام، وكان في ميناء ذي شأن منارة صالحة، وكادت القرصنة أن تختنق من البحر الأبيض المتوسط، وقد جدد أغسطس في القضاء عليها ومنع الطعام عن الولايات التي تثور عليها بوضع أسطولين حربيين كبيرين في رافنا من ثغور البحر الأدرياوي وميسينم Misenum على خليج نابلي، فضلاً عن أساطيل أصغر منها في عشر نقط أخرى متفرقة في أنحاء الإمبراطورية. وفي وسعنا أن نقدر قول قيصر عن "فخامة السلم الرومانية" إذا ذكرنا أننا لم نسمع شيئاً قط عن هذه الأساطيل مدى فرنين كاملين.
ولم تكن مواعيد السفر محددة مضبوطة لأن سير السفن كان يتأثر بعوامل الجو وبالأغراض التجارية. أما الأجور فكانت منخفضة، فقد كان أجر السفر من أثينة إلى الإسكندرية مثلاً درهمين (أي ١،٢٠ ريال أمريكي)، ولكن المسافرين كانوا يبتاعون طعامهم، والراجح ان معظمهم كانوا ينامون على سطح المركب. وكانت سرعة السفن معتدلة اعتدال أجورها، وكانت تختلف باختلاف الريح، ويلغ متوسطها ستة أميال بحرية في الساعة.
وقد لا يستطيع المسافر في بعض الأحيان أن يجتاز البحر الأدريادي إلا في يوم كامل، وكمان يلزمه أحياناً ثلاثة أسابيع من بترى Patrae إلى برنديزيوم كما فعل شيشرون. وكان في وسع الطراد السريع أن يقطع