الشفافة في الاجتماعات الدينية؛ وهذه الملابس هي التي غزت بها كليوبطرة قلبي قيصر وأنطونيوس (٤٥). وكانت الصين تستورد من الإمبراطورية الرومانية في نظير صادراتها إليها الطنافس والحلي، والكهرمان، والمعادن، والأصباغ، والعقاقير، والزجاج. ويحدثنا المؤرخون الصينيون عن بعثة تجيء بطريق البحر إلى الامبراطور هوان دي عام ١٦٦، من قبل الامبراطور "آن-طون" ـ أي ماركس أورليوس أنطونيوس. وأكبر الظن ان هذه البعثة لم تكن إلا جماعة من التجار انتحلوا صفة السفراء. وقد عثر في ولاية شانسي الصينية على ست عشرة قطعة من النقود الرومانية مضروبة فيما بين حكم تيبيريوس وحكم أورليوس. وكانت الهند تورد إلى إيطاليا الفلفل، وسنبلة الطيب، وغيرها من التوابل (التي سافر كولمبس ليبحث عنها)، والأعشاب، والعاج، وحجر الظفر (الخرز اليماني) والجمست، والياقوت الأحمر، والماس، والمصنوعات الحديدية، وأدوات التجميل، والمنسوجات، والنمورة، والفيلة. وفي مقدورنا أن ندرك مقدار هذه التجارة وخشب الرومان لأسباب الترف إذا عرفنا ان إيطاليا كانت تستورد من الهند أكثر مما تستورده من أي بلد آخر عدا أسبانيا (٤٦). ويذكر استرابون ان مائة وعشرين سفينة كانت تبحر كل عام من ثغر واحد نم الثغور المصرية إلى الهند وسيلان. وكانت الهند نفسها تستورد في مقابل صادراتها مقداراً غير كبير من الخمور، والمعادن، والصبغة الأرجوانية، وتأخذ ثمن ما بقى من بضائعها أكثر من مائة مليون سسترس نقوداً أو سبائك. وكان مثل هذا القدر من المال يرسل إلى بلاد العرب والصين، ولعل مثله أيضاً كان يرسل إلى أسبانيا.
وظلت هذه التجارة الواسعة مصدر رخاء عظيم مائتي عام، ولكن أساسها غير السليم جر الخراب على الاقتصاد الروماني في آخر الأمر. ذلك ان إيطاليا لم تحاول قط أن تتعادل صادراتها ووارداتها، وأنها استولت على مناجم خمسين