الفرجون لتنظيف أسنانهم بالمساحيق والمعاجين. وكانوا في عهد الجمهورية الأول يكتفون بالاستحمام مرة كل ثمانية أيام، أما في الوقت الذي نتحدث عنه فكان الروماني يستحم كل يوم وإلا نالته نكتة من نكات مارتيال. ويقول جالينوس إن القرويين أنفسهم كانوا يستحمون كل يوم (٧٥). وكان في معظم البيوت أحواض للإستحمام، أما بيوت الأغنياء فكان فيها حمامات وتوابعها يتلألأ فيها الرخام والزجاج والصنابير وصفائح الفضة المثبتة على الجدران (٧٦). لكن الكثرة الغالبة من أحرار الرومان كانت تعتمد على الحمامات العامة.
وكانت هذه الحمامات في العادة ملكاً للأفراد، وكان عددها في رومة عام ٣٣ ق. م مائة وسبعين حماماً، وفي القرن الرابع بعد الميلاد كان فيها ٨٥٦ حماماً عدا حمامات السباحة العامة البالغ عددها ١٣٣٢ (٧٧). وكان أهم من هذه وتلك وأكثر اجتذاباً للشعب الحمامات العظيمة التي أقامتها الدولة وعهدت إدارتها إلى ملتزمين، وعبئت فيها مئات من الرقيق. وكانت هذه "الحمامات الحارة" (Thermae) التي شادتها أجربا وشادها من بعدها نيرون، وتيتس، وتراجان، وكركلا، وإسكندر سفيرس، ودقلديانوس، وقسطنطين، منشآت ضخمة فخمة تطبع الدولة بالطابع الاشتراكي. وكان في حمام نيرون ١٦٠٠ مقعد من الرخام، وكان يتسع لألف وستمائة مستحم في وقت واحد. أما حمامات كركلا ودقلديانوس فكان الواحد منها يتسع لثلاثة آلاف. وكانت مفتحة الأبواب لكل روماني، ولم يكن أجرها يزيد على ما يعادل ٣ slash ٢٠٠ من الريال الأمريكي (٧٨)، وكانت الحكومة تسد العجز من أموال الدولة؛ ويلوح أن هذا الأجر كان يشمل الزيت وخدمة المستحمين. وكانت الحمامات تفتح من مطلع الفجر إلى الساعة الواحدة بعد الظهر لاستقبال النساء، ومن الساعة الثانية إلى الثامنة لاستقبال الرجال، ولكن معظم الأباطرة كان يبيح للرجال والنساء أن يستحمو معاً. وكانت العادة المألوفة أن يذهب الزائر أولاً إلى حجرة