الناس يجبون أن يفعلوه؛ ودوّن بعضهم الأوامر التي كانوا يصدرونها إلى أعدائهم مؤملين أن يطيعها هؤلاء الأعداء كقول واحد منهم "من ساميوس Samius إلى كورنليوس Cornelius: إشنق نفسك". ومن النقوش ما هو رسائل حب كثيراً ما تكون شعراً: فقد كتبت رميولا Romula تقول إنها "وقفت هنا مع ستفيلس Stephylus"، وكتب شاب متيّم: "وداعاً يا فكتوريا؛ في وسعكِ أياً كان مكانكِ أن تعطسي أحسن عطسة" (١٨).
وليست الحوادث العامة أو القرابين الخاصة المنحوتة أو المرسومة على الجدران بأقل عدداً من هذه الرسائل، فترى المُلاّك يعلنون أيام عطلتهم، والذين فقد لهم متاع يعلنون عن فقده، ونقابات أرباب الحرف وغيرها من الجماعات تعلن عن تأييد المرشحين الذين يؤمل نجاحهم في حملات الانتخابات البلدية؛ فها هم أولاء "صائدوا السمك يرشحون بوبديوس روفس Popfdius Rofus ليكون إيديلا Aedile" و "قاطعوا الأخشاب وبائعوا الفحم النباتي يطلبون إليكم أن تنتخبوا مارسلينس" (١٩)، وها هي ذي بعض النقوش الخشنة تعلن عن ألعاب المجالدة، وبعضها الآخر يمتدح شجاعة مشهوري المجاهدين مثل سلادس Celadus، وها هي ذي "العذارى تتحسّر" أو تهيم بأحد الممثلين المحبوبين _ "أي أكتيوس Actius، يا حبيب الشعب عجل بالعودة! " (٢٠). لقد كانت بمبي تعيش لكي تتلذذ، فقد كان فيها ثلاثة حمامات عامة وساحة للتدريب الرياضي، ودار تمثيل صغيرة تتسع لألفين وخمسمائة من النظارة، وأخرى كبيرة تتسع لخمسة آلاف، ومدرج يستطيع عشرون ألفاً أن يستمتعوا فيه بآلام الموت يقاسيها غيرهم من الناس بدلاً منهم. وها هو نقش يقول: "يسقتل في بمبي في الرابع والعشرين، والخامس والعشرين، والسادس والعشرين، من نوفمبر ثلاثون زوجاً من المجالدين: قدمهم حاكما المدينة، وسيكون هناك صيد؛ مرحباً