للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بك يا ميوس Maius مرحى يا باريس! " وكان ميوس هذا أحد حاكمي المدينة، أما باريس فكان كبير المجالدين.

وتدل آثار داخل المنازل على أن الأهلين كانوا يحيون حياة مفعمة بالنعيم تجملها الفنون المختلفة. فأما البيوت فتكاد تكون خالية من النوافذ والتدفئة فيها نادرة، ولا تظهر الحمامات إلا في منازل الأغنياء، وكان لبعض الدور بركة في حديقة محاطة بألعاب وكانت أرض الحجرات تصنع من الإسمنت أو الحجر أو من الفسيفساء أحياناً، وقد نقش رجل صريح من طلاب المال على ارض داره هذه العبارة: "مرحبا بالكسب"، ونقش آخر "الكسب لذّة" (٢١). ولم يعثر إلا على القليل من الأثاث فقد كان كله تقريباً من الخشب، ولهذا لم يبقَ منه شيئاً يذكر، غير أن عدداً كبيراً من النضد، والأسرة، والكراسي، ومصابيح الرخام أو البرنز قد نجت من التلف، وفي وسع الإنسان أن يرى في متحفي بمبي ونابلي مجموعة متنوعة من الأدوات المنزلية، من أقلام، ومحابر، وموازين، وأدوات المطبخ، والزينة، والآلات الموسيقية.

ونواحي البقايا الفنية التي كشفت في بمبي أو بالقرب منها بأن الأشراف الذين يسكنون في القصور الصغيرة ذات الحدائق لم يكونوا هم وحدهم الذين يستمتعون بالمميزات الثقافية للحياة، بل كان يشاركهم فيها تجار المدينة. فقد كشفت في هركيولانيم مكتبة خاصة كانت تحتوي على ١٧٥٦ مجلداً أو ملفاً، ولا داعي هنا لأن نعيد ما قلناه من قبل عن كؤوس البسكوريالي Boscoreale أو المناظر الرائعة والنساء الرشيقات المصورة على جدران منازل بمبي. ولقد كان في كثير من المساكن تماثيل ذات روعة، وكان في السوق العامة وحدها مائة وخمسون تمثالاً. وقد عثر في هيكل جوبتر على رأس لهذا الإله قد يكون فدياس نفسه هو الذي سوّاه؛ فأنت ترى فيه القوة والعدالة ماثلتين في ثنايا الشعر الغزير واللحية الكثة. وكان في هيكل أبلو تمثال لدينان ثقب مؤخر رأسه حتى يستطيع كاهن