سهلة، والجمع بينها؛ ومن هذه الأدوات العجلة، ومحورها، والرافعة، والبكرة والاسفين، واللولب. ودرس في كتابة الهوائيات Pneumatica ضغط الهواء في سبع وثمانين تجربة معظمها من الحيل والالاعيب؛ منها أنه عرض كيف يمكن جعل كل من النبيذ أو الماء يخرج من فتحة صغيرة واحدة في قاع وعاء وذلك بسد ثقب أو آخر في أعلى الوعاء المقسّم قسمين.
ثم تدرّج من هذه اللعب المسلّية لصنع مضخة رافعة، ومضخة لآلة إطفاء الحريق ذات مكبس وصمّامات، وساعة مائية، وأرغن مائي، وآلة بخارية. وفي هذا المخترع الأخير كان البخار الناشئ من الماء المسخّن ينتقل من خلال أنبوبة إلى كرة تدور في اتجاه مضاد لاتجاه البخار المطرود. وقد حال إحساس هيرون الفكاهي الشديد بينه وبين ترقية هذا المُخترَع حتى يمكن الاستفادة منه في الأغراض الصناعية. ومن أعماله أيضاً أنه استخدم البخار لوقف كرة في الهواء ومنعها من السقوط، وجعل طائر آلي يغرّد، وتمثال ينفخ في بوق. ودرسَ في كتابه المرايا Catoptrica انعكاس الضوء، وشرح كيف تصنع المرايا التي يستطيع الناظر فيها أن يرى ظهره، أو يظهر فيها ورأسه إلى أسفل، أو له ثلاث أعين، أو أنفان الخ. وعلّم المشعوذين كيف يقومون بالألعاب بأجهزة مخبأة عن الأعين. وقد جعل الماء يخرج من حوض إذا وُضِعت قطعة من النقود في فتحة فيه. وصنع آلة مخبأة تجعل الماء المسخن يفيض إلى جردل، ويفتح أبواب هيكل بما يزيد من وزنه، وبوساطة مكبرات. وبفضل هذه الأساليب ومائة أخرى من نوعها استطاع هيرون أن يكون مشعوذاً بارعاً، ولكنه عجز عن أن يكون مخترعاً من طراز جيمس وت James Watt.
وكانت الإسكندرية منذ زمن بعيد أهم مركز لدراسة الطب. نعم إنه كانت في مرسيليا، وليون، وسرقسطة، وأثينة، وأنطاكية، وكوس،