هاجم فردنادندكرستيان بور Ferdinand Christian Bour رسائل بولص وقال انها كلها مدسوسة عليه عدا رسائله إلى أهل غلاطية، وكورنثوس، (كورنثة) ورومية (روما). وفي عام ١٨٤٠ بدأ برونو بور Bruno Bauer سلسلة من الكتب الجدلية الحماسية يبغي بها أن يثبت يسوع لا يعدو أن يكون أسطورة من الأساطير، أو تجسيداً لطقس من الطقوس نشأ في القرن الثاني من مزيج من الأديان اليهودية، واليونانية، والرومانية. وفي عام ١٨٦٣ أخرج إيرنس رينان Ernest Renan حياة يسوع الذي روع ملايين الناس باعتماده فيه على العقل وسحر لب الملايين بنثره الجزل. وقد جمع رينان في هذا الكتاب نتائج النقد الألماني، وعرض مشكلة الأناجيل على العالم المثقف كله. وبلغت المدرسة الفلسفية صاحبة البحوث الدينية ذروتها في أواخر القرن التاسع عشر على يد الأب لوازي Loisy الذي حلل نصوص العهد الجديد تحليلاً بلغ من الصرامة حداً اضطرت معه الكنيسة الكاثوليكية إلى إصدار قرار يحرمانه هو وغيره من "المحدثين". وفي هذه الأثناء وصلت المدرسة الهولندية مدرسة بيرسن Pierson ونابر Naber، ومتثاس Matthas بالحركة إلى أبعد حدودها إذ أنكرت بعد بحوث مضنية حقيقية المسيح التاريخية. وفي ألمانيا عرض آرثر دروز Arthur Drews هذه النتيجة السالبة عرضاً واضحاً محدداً (١٩٠٦)؛ وفي إنكلترا أدلى و. ب. اسمث W. B. Smith، وج. م ربرتسن J. M. Robertson بحجج من هذا النوع أنكر فيها وجود المسيح. وهكذا بدا أن الجدل الذي دام مائتي عام سينتهي إلى إفناء شخصية المسيح إفناء تاماً.
وبعد فما هي الأدلة التي تثبت وجود المسيح؟ إن أقدم إشارة غير مسيحية إليه هي التي وردت في كتاب قدم اليهود ليوسفوس (٩٣؟ م):
"وفي ذلك الوقت كان يعيش يسوع، وهو رجل من رجال الدين، إذا