بنصها%=@كشف جرنفل Grenfell وهنت Hunt في خرائب إحدى المُدن القديمة في مصر في عامي ١٨٩٧، ١٩٠٣ عن عشرين قطعة من الكلمات تتفق إلى حد ما في فقرات مماثلة لها في الأناجيل. ولا ترجع هذه البرديات إلى ما قبل القرن الثالث ولكنها قد تكون نسخاً من مخطوطات أقدم منها. @ وإن كان لا يذكر الأناجيل قط. ويتفق الناقدون الثقاة بوجه عام على أسبقية إنجيل مرقس في الزمن على سائر الأناجيل، وفي تحديد تاريخه بين عامي ٦٥ و ٧٠ م. وإذ كان هذا الإنجيل يكرر المسألة الواحدة أحياناً في عدة صور (١٦) فإن الكثيرين من الباحثين يعتقدون أنه يعتمد على الكلمات السالفة الذكر وعلى قصة أخرى قديمة العهد قد تكون هي الصورة الأولى لإنجيل مرقس نفسه. ويبدو أن إنجيل مرقس كان منتشراً أثناء حياة بعض الرسل أو حياة الرعيل الأول من أتباعهم ومريديهم. ولهذا فإنه يبدو من غير المحتمل أنه كان يختلف اختلافاً جوهرياً عما كان لديهم من أقول وعن تفسير المسيح لهذه الأقوال (١٧). ومن حقنا إذن أن نحكم كما حكم شوتزر Schwetyer ذلك العالم النابه الحكيم بأن إنجيل مرقس في جوهره "تاريخ صحيح"(١٨).
وتقول الرواية المأخوذ بها إن إنجيل متى أقدم الأناجيل كلها، ويعتقد إيرنيوس Ireneaeus أنه كتب في الأصل باللغة "العبرية"- أي الآرامية، ولكنه لم يصل إلينا إلا باللغة اليونانية. وإذ كان يبدو لنا انه في هذه الصورة الأخيرة يردد أقوال إنجيل مرقس، وأنه ينقل في أكبر الظن من أقوال يسوع نفسها، فإن النقاد يميلون إلى القول بأنه من تأليف أحد أتباع متى، وليس من أقوال "العشار" نفسه. وحتى أكثر العلماء يرجعون به إلى تلك الفترة البعيدة المحصورة بين عامي ٨٥ - ٩٠ م (٣٠). وإذ كان الغرض الذي يبتغيه متّى هو هداية اليهود فإنه يعتمد أكثر من غيره من المبشرين على المعجزات التي تعزى إلى المسيح، ويحرص حرصاً يدعو إلى الريبة على أن يثبت أن كثيراً من نبوءات