قاتلة فيهوى كما يهوى جميع الموتى إلى الجحيم المظلم تحت الأرض، واسمه أرالو عند البابليين، وكانت تحكمه إرشكجال أخت إشتار التي كانت تغار منها وتحسدها. وتحزن إشتار ويبرح بها الحزن، فتعتزم النزول إلى أرالو لتعيد الحياة إلى تموز وذلك بأن تغسل جروحه في مياه إحدى العيون الشافية. وسرعان ما تظهر عند باب الجحيم في جمالها الرائع وتطلب أن يؤذن لها بالدخول. وتقص الألواح قصتها في صورة واضحة قوية:
فلما سمعت إرشكجال هذا
كانت كمن يقطع الطرفاء (ارتجفت؟)
وكما يقطع الإنسان قصبة (اضطربت؟)
أي شيء حرك قلبها، أي شيء (خفقت له) كبدها؟
يا من هناك، (هل) هذه (تريد أن تقيم) معي؟
وأن تتخذ من الطين طعاماً، وأن تشرب (التراب) خمراً؛
إنني أبكي الرجال الذين فارقوا أزواجهم،
وأبكي النساء اللاتي انتزعن من أحضان أزواجهن؛
والصغار الذين (احتضروا فبل الأوان)،
اذهب أيها الخازن وافتح لها الباب،
وعاملها بمقتضى القرار القديم".
وهذا القرار القديم يقضي بألا يُدخل أرالو إلا العراة. وعلى هذا فإن الخازن يخلع عن عشتار ثوباً من ثيابها أو حلية من حليها عن كل باب يتحتم عليها أن تجتازه: فيخلع عنها أولاً تاجها، ثم قرطيها، ثم عقدها، ثم حلية صدرها، ثم منطقتها ذات الجواهر الكثيرة، ثم الزركشة البراقة التي في يديها وقدميها، ثم يخلع عنها آخر الأمر منطقة حقويها؛ وتمانع إشتار في رقة، ثم تخضع:
فلما نزلت إشتار إلى الأرض التي لا يعود منها من يدخلها