للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسمية (يرجع تاريخها إلى حوالي عام ٤٥٠) تقول إنه كان بالمدينة وقت كتابة هذه الوثيقة خمسة قصور إمبراطورية وستة قصور لسيدات الحاشية، وثلاثة لعظماء الدولة، و ٤٣٨٨ من الدور الفخمة، و ٣٢٢ شارعاً، ٥٢ مدخلاً ذا عمد؛ هذا فضلاً عن نحو ألف حانوت، ومائة مكان للهو، وكثير من الحمامات الفخمة، والكنائس المزدانة بالنقوش الجميلة، والميادين الواسعة العظيمة التي كانت متاحف حقه لفن العالم القديم (٥). وقد أنشئت على التل الثاني من التلول التي كانت تعلو بالمدينة فوق ما يحيط بها من المياه سوق قسطنطين، وهي ساحة رحبة إهليلجية الشكل يدخل الإنسان إليها من كلا جانبيها تحت قوس من أقواس النصر. وكان يحيط بالساحة مداخل ذات عمد، وتماثيل، وكان من ناحيتها الشمالية بناء فخم لمجلس الشيوخ، وفي وسطها عمود من حجر السماق يعلو فوق الأرض ١٢٠ قدماً، ويتوجه تمثال لأبلو، ويقال إن هذا العمود من صنع فدياس نفسه (١).

وكان يمتد من السوق العامة في اتجاه الغرب طريق وسط تقوم على جانبيه قصور وحوانيت، وتظلله طائفة من العمد، ويخترق المدينة إلى الأوغسطيوم Augusteum، وهو ميدان واسع طوله ألف قدم وعرضه ثلاثمائة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى هلينا Helena أم قسطنطين بوصفها Augusta (العظيمة). وعند الطرف الشمالي من هذا الميدان قامت في صورتها الأولى كنيسة أيا صوفيا Sophia - أي كنيسة الحكمة القدسية. وكان عند طرفه الشرقي قاعة ثانية لمجلس الشيوخ؛ وعند طرفه الجنوبي شيد القصر الرئيسي للإمبراطور، كما شيدت حمامات زيوكسبس Zeuxippus الضخمة التي كانت تحتوي على مئات من التماثيل المنحوتة من الرخام، أو المصبوبة من البرنز. وعند الطرف الغربي للطريق الأوسط كان يقوم بناء ضخم مكون من عقود -يعرف باسم المليون Million


(١) وقد اسود لونه بتأثير الزمن والحرائق، وأصبح الآن يعرف بالعمود المحروق.