إنك أنت خالقي،
وأنت الذي حَكَّمتني في جيوش العباد
وبمقتضى رحمتك، يا مولاي، …
بدِّل قوتك الرهيبة حباً ورحمة،
وابعث في قلبي الاحترام لربوبيتك
وهبني ما ترى فيه الخير لي.
هذا وإن الآداب الباقية لنا من عهد البابليين لتكثر فيها الترانيم التي تفيض بالتذلل الحار التي يحاول السامي أن يسيطر به على كبريائه ويخفيه عن الأنظار. وأكثر هذه الترانيم في صورة "أناشيد التوبة" وهي تهيئنا لتلك المشاعر العاطفية والصور الرائعة التي نراها في "مزامير" داود. ومن يدري لعل هذه كانت مثالاً احتذته تلك المزامير المتعددة النغمات.
أنا خادمك أضرع إليك وقلبي مفعم بالحسرات،
إنك لتقبل الدعاء الحار الصادر ممن أثقلته الذنوب،
إنك لتنظر إلى الرجل، فيعيش ذلك الرجل …
فانظر إليَّ بعطف حق وتقبل دعائي … ...
ثم يقول بعد ذلك وكأنه لا يعرف أذكر ذلك أم أنثى:
متى يا إلهي؛
متى يا إلهتي، يتجه وجهك إليَّ؟
متى يا إلهي، يا من أعرفه، ولا أعرفه، يهدأ غضب قلبك؟
متى يا إلهتي، يا من أعرفها ولا أعرفها، يهدأ قلبك الغضوب؟
لقد فسد الإنسان، وساء حكمه؛
ومَن مِن الأحياء كلهم يعرف شيئا؟