لعله يبتهج كما تبتهج الأم التي ولدت الأبناء، والأب الذي أنجب!
وهذه الأناشيد والمزامير كان ينشدها الكهنة تارة، والمصلون تارة، وتارة ينشدها هؤلاء وأولئك معاً، وهم يتمايلون ذات الشمال وذات اليمين. ولعل أغرب ما في هذه الترانيم والأناشيد أنها- ككل آداب بابل الدينية- كتبت باللغة السومرية القديمة. وكان شأن هذه اللغة في الكنيستين البابلية والآشورية كشأن اللغة اللاتينية في الكنيسة الكاثوليكية لا تفترق عنها في شيء. وكما أن الترنيمة الكاثوليكية قد تحتوي بين سطورها اللاتينية ترجمتها بإحدى اللغات الحديثة، فكذلك نجد لبعض الترانيم التي وصلت إلينا من أرض الجزيرة ترجمة لها باللغة البابلية أو الآشورية بين سطور اللغة السومرية الأصلية "الفصحى"، على النحو الذي نشاهده في كتب بعض تلاميذ المدارس في هذه الأيام. وكما أن صيغة الترانيم وطقوسها هي التي مهدت لمزامير اليهود وطقوس الكنيسة الكاثوليكية، فإن موضوعاتها تنذر بالترانيم اليهودية والمسيحية الأولى، وترانيم المتطهرة المحدثين، تلك الترانيم المتشائمة التي يسري فيها شعور بالذنب والخطيئة. ذلك أن الشعور بالذنب، وإن لم