للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأعظم بستمائة وواحد وتسعين ألفاً ومائتين من السنين (١٣٧).

ومن أروع الآثار الأدبية التي خلفتها أرض الجزيرة اثنا عشر لوحاً محطماً وجدت في مكتبة أشور بانيبال، وهي الآن في المتحف البريطاني. وقد كتبت على هذه الألواح ملحمة جلجميش الذائعة الصيت، وتتألف من طائفة من القصص غير الوثيقة الاتصال ضمت بعضها إلى بعض في عهود مختلفة يرجع بعضها إلى أيام السومريين أي إلى ما قبل المسيح بثلاثة آلاف عام. ومن هذه القصص النص البابلي لقصة الطوفان. وكان جلجميش بطل القصة السالفة الذكر حاكماً أسطورياً لأروك أو إرك وهو من نسل شمش- نيشتين الذي نجا من الطوفان ولم يمت قط. ويدخل جلجميش في القصة في صورة مركبة من صورتي أونيس وشمشون، فهو طويل القامة ضخم الجسم، ومفتول العضلات، جرئ مقدام، جميل يفتن الناس بجماله.

ثلثاه إله،

وثلثه آدمي،

لا يماثله أحد في صورة جسمه … ،

يرى جميع الأشياء، ولو كانت في أطراف العالم،

كابد كل شيء، وعرف كل شيء،

واطلع على جميع الأسرار،

واخترق ستار الحكمة الذي يحجب كل شيء،

ورأى ما كان خافياً،

وكشف الغطاء عما كان مغطى،

وجاء بأخبار الأيام التي كانت قبل الطوفان،

وسار في طريق بعيد طويل،

كابد فيه المشاق والآلام،