"تعال يا جلجميش، وكن لي زوجاً! وقدم لي حبك هدية، ستكون أنت، زوجي، وأكون زوجتك، وسأضعك في عربة من اللازورد والذهب، لها دواليب ذهبية مطعمة بالعقيق؛ وستجرها لك آساد عظيمة، وستدخل بيتنا ومن حولك البخور المنطلق من خشب السدر … وستحتضن قدميك كلُّ الأراضي المجاورة للبحر، وسيخر الملوك كلهم سجداً لك، ويأتون بثمرات الجبال والسهول جزية يؤدونها لك عن يد".
ويرفض جلجميش طلبها ويذكرها بما جنته على عشاقها الكثيرين ومنهم تموز، ومنهم باشق، وحصان، وبستاني، وأسد، ويناديها قائلا:"إنك تحبينني الآن، ولكنك ستضربينني بعد كما ضربت هؤلاء جميعاً". وتطلب إشتار وهي غضبى إلى أنو الإله الأعظم أن يخلق ريماً مفترساً يقتل جلجميش. ويرفض أنو طلبها ويزجرها بقوله:"ألا تستطيعين السكوت وقد ذكرك جلجميش بغدرك وفضائحك؟ " وتنذره بأنها سوف تعطل كل ما في الكون من غرائز الحب والشهوة، حتى يهلك كل شيء حي. ويخضع أنو لإرادتها، ويخلق الريم المفترس، ولكن جلجميش يتغلب على هذا الوحش بمعونة إنجيدو، وتصب إشتار على البطل لعنتها فيلقى إنجيدو بأحد أطراف الريم في وجهها. ويبتهج لذلك جلجميش ويتيه عجباً، ولكن إشتار تصرعه وهو في عنفوان مجده، وذلك بأن تصيب إنجيدو بداء عضال.
ويحزن جلجميش ويبكي صديقه الذي كان أحب إليه من النساء، ويفكر في أسرار الموت، وهل ثمة وسيلة للفرار من هذا المصير المحتوم. إن رجلا واحداً قد نجا منه وهو شمش- نيشتيم فهو إذن يعرف سر الخلود. ويقرر جلجميش أن يذهب للبحث عن شمش- نيشتيم، ولو اضطره هذا البحث إلى الطواف في العالم كله. ويجتاز الطريق الموصل إليه جبلاً يحرسه ماردان جباران يلمس رأساهما قبة السماء ويصل ثدياهما إلى الجحيم. ولكنهما يأذنان له بالمرور، ويسير اثني