قيصر. وكانت هذه القطعة النقدية الجديدة المعروفة باسم صوليدوس Solidus أو بيزنت Bezant تزن ٤. ٥٥ جرامات أو جزءاً من ستة أجزاء من الأوقية الإنجليزية من الذهب، وتعادل قيمته ٥. ٨٣ من الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٤٦. وإن تدهور الصوليدوس في قيمته المعدنية والاقتصادية حتى صار هو الصلدي ليدل أوضح دلالة على ارتفاع الأثمان خلال عصور التاريخ المختلفة، وعلى انحطاط قيمة النقد، ويوحي بأن الادخار فضيلة تتطلب ممارستها كثيراً من الدقة والحصافة. وارتقت أعمال المصارف كثيراً في ذلك الوقت، وفي وسعنا أن نعرف ما كان يسود الإمبراطورية البيزنطية من رخاء عندما ارتقى جستنيان العرش إذا عرفنا أنه حدد سعر الفائدة بما لا يزيد على أربعة في المائة لقروض الفلاحين، وستة في المائة للقروض التجارية، واثني عشر في المائة للنقود المستثمرة في المشروعات البحرية (٨). ولم تكن فوائد القروض منخفضة هذا الانخفاض في ذلك الوقت في أي بلد من بلاد العالم.
وكان أعضاء مجلس الشيوخ وكبار التجار يستمتعون بثراء عظيم وبمظاهر من الترف قلما استمتع بهما أمثالهم قبلهم في روما وذلك بفضل ما كان يمتلكه الأولون من أراض واسعة، وما يقدم عليه الآخرون من مغامرات تجارية في أقطار نائية تتناسب أرباحها مع ما كانت تتعرض له أموالهم من الخطر. وكان الأشراف في الشرق أرقى ذوقاً من نظائرهم في روما في أيام شيشرون وجوفنال. فلم يكن أفراد هذه الطبقة يتخمون بطونهم بالأطعمة الغريبة يحضرونها من البلاد النائية، وكان الطلاق عندهم أقل منه في روما، وكانوا أكثر منهم إخلاصاً وجداً في خدمة الدولة، وكان أكثر ما يسرفون فيه هو الملابس المزركشة، والأثواب ذات الأهداب، المغطاة بالفراء والأصباغ البرقة، والجلابيب الحريرية المصبوغة بصبغات غالية والمطرزة بخيوط الذهب والمنقوشة عليها مناظر مستمدة من الطبيعة أو من التاريخ