(٢) القرآن كلام الله نزل على نبيه. ومن الحق أنه لم يجمع كله في مصحف واحد أيام الرسول، لسبب طبيعي هو أنه كان يتوقع دائماً أن ينزل منه شيء جديد، إلا أنه قد كتب كله في عهده صلى الله عليه وسلم وبأمره وإن لم يجمع في كتاب واحد ولم تُرتب سوره. فلما انقضى عهد نزول القرآن بوفاة الرسول جاء حين كتابته في مصحف واحد وهو ما فعله الصحابة رضوان الله عليهم. (ي) (٣) ترتيب السور فيما بينها وكذلك ترتيب آيات كل سورة أخذ عن الرسول نفسه ولم يراعَ في هذا الترتيب أن يكون حسب تواريخ النزول، ولذلك لا يمكن القول إن القرآن تاريخ مقلوب لأن قصار السور أقدم عهداً من طوالها بوجه عام. على أن مسألة تاريخ نزول القرآن، سوره وآياته، مسألة عني بها العلماء المحققون، وقد وصلوا من أبحاثهم إلى نتائج لها قيمتها الكبيرة، وإن لم يتفقوا جميعاً في هذا على رأي واحد. (راجع مثلاً "الإتقان" للسيوطي جـ ١ ص ٩ وما بعدها و"مقدمتين في علوم القرآن" نشرها المستشرق آرثر جفري وطبعا في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة ١٩٥٤ م ص ٨ وما بعدها.