لها. ويروي عنه أعداؤه أنه كان يسبح في بركة من الخمر، ويشفي منها غلته وهو سابح فيها، وأنه ضرب القرآن بالنبال%=@وهو يقول:
أتوعد كل جبار عنيد، فها أنا ذاك جبار عنيد. إذا لاقيت ربك يوم حشرٍ، فقل لله مزقني الوليد@ وقتل يزيد بن الوليد الأول هذا الخليفة المستهتر الماجن، وتولى الخلافة ستة أشهر ومات في عام ٧٤٤. وخلفه على العرش أخوه إبراهيم، ولكنه لم يستطع حمايته، فخلعه أحد قوادهِ الأقوياء هو مروان الثاني، وحكم ست سنين مليئة بالمآسي، وكان هو آخر الخلفاء من بني أمية في الشرق.
وإذا نظرنا إلى أعمال الخلفاء من بني أمية من وجهة النظر الدنيوية حكمنا بأن هذه الأعمال قد عادت بالخير على الإسلام. فقد وسعوا حدود البلاد السياسية إلى مدى لم تبلغه قط فيما بعد. وإذا ما استثنينا بعض فترات مشئومة من تاريخهم فإنهم قد حكموا الدولة الجديدة حكماً منظماً حراً. لكن نظام الملكية المطلقة الوراثية أدى إلى ما يؤدي إليه عادةً في جميع البلاد، فتولى الخلافة في القرن الثامن خلفاء عاجزون أفقروا بيت المال، وتركوا شؤون الحكم للخصيان، وفقدوا السيطرة على النزعة الانفرادية العربية، التي حالت في أكثر الأوقات بين المسلمين وبين قيام دولة إسلامية موحدة. وقد ظل النزاع بين القبائل لم تنقطع أسبابه وإن استحال نزاعاً بين الأحزاب السياسية؛ فقد كان بنو هاشم وبنو أمية يكره بعضهم بعضاً، كأن أواشج القربة بينهم قد أضحت أشد وأقرب مما كانت في أيامهم السابقة. ونفرت بلاد العرب ومصر والفرس من سيطرة دمشق عليه؛ وأخذ الفرس يدعون أنهم أرقى من العرب، وأنهم لذلك لا يطيقون أن تحكمهم بلاد الشام، وقد كانوا من قبل لا يدعون أكثر من أنهم لا يقلون شأناً عن العرب. وساء أبناء النبي أن يروا بلاد المسلمين يتولى شؤونها خلفاء من بني أمية الذين كان منهم أشد