هي الدينار وأخرى من الفضة هي الدرهم. ويصف ابن حوقل (حوالي ٩٧٥) صكاً كان تعهداً بالدفع قيمته ٤٢. ٠٠٠ دينار مصدراً إلى تاجر في مراكش. وقد اشتقت من كلمة صك الدالة على هذه الوثيقة الكلمة الإنجليزية Check وكن ذوو المال يستثمرون أموالهم في الأسفار البحرية والبرية، ومع أن الربا محرم في الإسلام فإن المشتغلين بالشؤون المالية لم يعدموا وسيلة لأداء جزء من الربح لأصحاب رؤوس الأموال نظير استخدامها في هذه الأعمال وما تتعرض له من الأخطار كما فعل الأوربيون فيما بعد.
وكان القانون يحرم الاحتكار ولكنه كان منتشراً رغم هذا التحريم، ولم يكد يمضي على موت عمر بن الخطاب مائة عام حتى جمع أفراد الطبقات العليا من العرب ثروات طائلة وعاشوا في ضياع مترفة يقوم بالعمل فيها مئات من الأرقاء (١١) ويقال إن يحيى البرمكي عرض سبعة آلف درهم (٥٦٠. ٠٠٠ دولار أمريكي) ثمناً لصندوق للآلئ مصنوع من الحجارة الكريمة، وإن صاحبه أبى أن يبيعه بهذا الثمن؛ وإن الخليفة المكتفي، إذا جاز لنا أن نصدق الأرقام التي يوردها مؤرخو العرب، ترك حين وفاته ما قيمته ٢٠. ٠٠٠. ٠٠٠ دينار (١)(٩٤. ٥٠٠. ٠٠٠ دولار أمريكي) من الجواهر والعطور (١٢). ولما أن عقد هارون الرشيد لابنه المأمون على بوران نثرت جدتها على العريس بدرة من اللؤلؤ، ونثر والدها على المدعوين كرات من المسك تحتوي كل منها على وثيقة تعطي صاحبها الحق في عبد
(١) كلمة دينار مشتقة من اللفظ الروماني ديناريوس، وكان يحتوي على ٥٦ جراماً من الذهب أو ١٣٥ ومن الأوقية: أو ما قيمته ٤. ٧٢٥ دولار حسب قيمة الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٤٧. وسنقدره نحن في هذا الباب تقديراً تقريبياً بــ ٤. ٧٥ دولارات. أما كلمة درهم فهي مشتقة من كلمة درخمة اليونانية، وكان الدرهم يحتوي على ثلاثة وأربعين جراماً من الفضة وتبلغ قيمتها نحو ٨ slash ١٠٠ من الدولار الأمريكي. ولما كان مقدار ما في الدرهم من الفضة قد تغير كثيراً فإن تقديرنا لقيمتهِ تقريبي بطبيعة الحال.