أو جواد، أو ضيعة، أو هدية أخرى (١٣)، ولما أن صادر المقتدر ١٦. ٠٠٠. ٠٠٠ دينار من ثروة ابن الجساس، بقيت لهذا الصائغ الشهير بعد ذلك ثروة طائلة. وكانت ثروة بعض التجار ذوي الصلة بالأقطار النائية وراء البحار لا تقل عن ٤. ٠٠٠. ٠٠٠ دينار، وكان مئات التجار يملكون بيوتاً تتراوح نفقاته بين عشرة آلاف وثلاثين ألف درهم (١٤٢. ٥٠٠ دولار)(١٤).
وكان مركز العبيد في الطبقة الدنيا من بناء الدولة الاقتصادي. ولربما كان عددهم في الإسلام بالنسبة لعدد السكان أكثر من المسيحية حيث كان أرقاء الأرض يحلون محل العبيد. ويقول الرواة إن بيت الخليفة المقتدر كان يضم ١١. ٠٠٠ من الخصيان، وإن موسى بن نصير قبض في إفريقية على ٣٠٠. ٠٠٠ أسير، وفي أسبانيا على ٣٠. ٠٠٠ "عذراء" وباع الجميع ي أسواق الرقيق؛ وإن قتيبة قبض في سجديان على ١٠٠. ٠٠٠ أسير. وخليق بنا أن نشير في هذا المقام إلى أن هذه الأرقام مبالغ فيها كثيراً هي عادة المؤرخين العرب، وإلى أن من واجبنا ألا نأخذها كما هي وقد عمل الإسلام على تضييق دائرة الاسترقاق وتحسين حال الأرقاء، فقصر الاسترقاق المشروع على من يؤسرون في الحرب من غير المسلمين وعلى أبناء الأرقاء أنفسهم. أما المسلم فلا يجوز أن يُسترق (كما لم يجوز في الدين المسيحي أن يسترق المسيحي). ولكن تجارة الرقيق نشطت على الرغم من هذا وكان قوامها من يقبض عيه في الغارات-كالزنوج من بلاد الشرق، ومن أواسط أفريقية، والأتراك أو الصينيين من التركستان، والبيض من الروسيا وإيطاليا، وأسبانيا. وكان للسيد من المسلمين حق الحياة والموت على عبده، ولكنه كان في العادة يحسن معاملته إلى حد لم يكن معه مركزه أسوأ من مركز العامل في المصانع الأوربية في القرن التاسع عشر، بل لعله كان أحسن حالاً من ذلك الصانع، لأنه كان آمن على حياته منه (١٥)، وكان الأرقاء يقومون بمعظم