للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين إلى الصلاة (١). ويستحب في هذا اليوم أن يستحم المصلون، ويلبسوا أثواباً نظيفة، ويتعطروا، قبل المجيء إلى المسجد، فإن لم يكونوا قد اغتسلوا فإن عليهم أن يتوضأوا في المسجد (٢).

وقد جرت العادة أن تبقى النساء في بيوتهن حين يذهب الرجال إلى المساجد، خشية أن يشغل وجودهن وإن كنّ محجبات بعض الرجال عن التوجه بأرواحهم كلها إلى الله. ويترك المصلون أحذيتهم عند باب المسجد، ويدخلونه حفاة أو بالأخفاف أو الجوارب، فإذا حان موعد الصلاة وقفوا جنباً إلى جنب صفاً واحداً أو عدة صفوف، وولوا وجوههم نحو المحراب الذي يعين موضع القبلة أو اتجاه مكة. ويقوم الإمام ويعظ الناس بخطبة قصيرة ثم تقام الصلاة ويتلو الإمام آيات من القرآن، وكذلك يفعل المصلون أو يكتفون بتلاوة الفاتحة، ويؤدون الصلاة بشعائرها المعروفة من ركوع وسجود وتحيات. وليس في صلاة المسلمين أناشيد، أو مواكب، أو قداس، أو مقاعد مستأجرة، ذلك أن الدين والدولة شيء واحد عند المسلمين، ولهذا فإن الشؤون الدينية ينفق عليها من الأموال العامة. وليس الإمام كاهناً كالقس عند المسيحيين بل هو رجل عادي يكسب قوته بعمل دنيوي يؤديه، ويعين في المسجد فترة من الزمان، ويتقاضى أجراً قليلاً ليؤم المصلين (٣)؛ فالدين الإسلامي لا يعترف بالكهانة والقساوسة. والمسلمون بعد صلاة الجمعة أحرار يستطيع من أراد منهم أن يؤدي عمله المعتاد كما يؤديه في أي يوم آخر. وحسبهم أنهم قد توجهوا إلى ربهم ساعة من الزمان تطهرت فيها نفوسهم وسمت فوق


(١) يحدث هذا أحياناً ولكن الآذان الشرعي مرة واحدة ويقتصر على التكبير والشهادتين والدعوة إلى الصلاة والفلاح والتكبير والشهادة. (ي)
(٢) ليس على المسلم أن يتوضأ في المسجد بل الذي عليه أن يكون متوضئاً قبل الصلاة في البيت أو في المسجد على حد سواء.
(٣) ومن الأئمة من لا يتقاضى أجراً. وفي الصلوات الخمس يستطيع أي إنسان أن يؤم المصلين إن كان أهلاً لهذه الإمامة. (ي)