كتب الميتافيزيقا، والنفس، وفي توالد الحيوانات وفسادها كما نقل إليها شروح الإسكندر الأفروديسي، وهو كتاب له أثر كبير في الفلسفة الإسلامية.
ولم يحل عام ٨٥٠ بعد الميلاد حتى كانت معظم الكتب اليونانية القديمة في علوم الرياضة، والفلك، والطب قد ترجمت إلى اللغة العربية. وعن طريق الترجمة العربية أطلق اسم المجسطي على كتاب بطليموس في الفلك، وبفضل الترجمة العربية دون غيرها بقيت للعالم المقولات ٥، ٦، ٧ من المخروطات لأبولونيوس البرجاوي Apollonius of Perga وكتاب الحيل لهيرو الإسكندري وكتاب الخصائص الآلية للهواء والغازات لفيلون البيزنطي. ومن أغرب الأشياء أن المسلمين رغم ولعهم الشديد بالشعر والتاريخ قد أغفلوا الشعر اليوناني والمسرحيات اليونانية وكتب التاريخ اليونانية، فقد سار المسلمون في ركاب الفرس في هذه النواحي من النشاط العلمي والأدبي بدل أن يسيروا في ركاب اليونان. وكان من سوء حظ الإسلام والإنسانية عامة أن كتب أفلاطون وأرسطو نفسه لم يصل معظمها إلى أيدي المسلمين إلا في الصورة التي أصبحت عليها أيام الأفلاطونية الحديثة: فقد وصلت إليها كتب أفلاطون كما فسرها بورفيري Porphyry، ووصلت كتب أرسطو ممسوخة في صورة كتاب اللاهوت المعروف عند الإسلاميين بأوثولوجيا أرسطوطاليس، وقد ألفه رجل من أتباع الأفلاطونية الحديثة عاش في القرن الخامس أو السادس، ثم ترجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية على أنه كتاب أرسطو نفسه. ولم يكد العرب يتركون كتاباً من كتب أرسطو وأفلاطون إلا ترجموه إلى اللغة العربية، وإن كانت هذه التراجم غير دقيقة في كثير من المواضع؛ ولكن العلماء المسلمين حاولوا أن يوفقوا بين الفلسفة اليونانية والقرآن، ولجأوا إلى الشروح التي كتبها رجال الأفلاطونية الحديثة أكثر مما لجأوا إلى كتب الفلاسفة اليونان في صورتها الأصلية. ولهذا لم يصل من كتب أرسطو