وما حجى إلى أحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في ذراها
وما الركن في قول ناس لست أذكرهم إلا بقية أوثان وأنصاب
لا حس للجسم بعد الروح نعلمه فهل تحس إذا بانت عن الجسد (١١٠)
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البسيطة أن يبكوا (١)
تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج ولكن لا يعاد له سبك (١١١)
ويصل آخر الأمر إلى هذه النتيجة.
وإن جعلت بحكم الله في خزف يقضي الطهور فأنني شاكر راضي (١١٢)
وهو يؤمن بوجود إله حكيم قادر على كل شيء، ويعجب من الطبيب الذي ينكر وجود الخالق بعد أن درس التشريح.
عجبي للطبيب يلحد في الخا لق من بعد درسه التشريحا (١١٣)
لكنه حتى في هذه النقطة يثير بعض الصعاب فيقول:
وما فسدت أخلاقنا باختيارنا ولكن بأمر سببته المقادر
لا ذنب للدنيا فكيف نلومها واللوم يلحقني وأهل نحاسي
عنب وخمر في الإناء وشارب فمن الملوم أعاصر أم حاسي
ويقول في سخرية شبيهة بسخرية فلتير.
رأيت سجايا الناس فيها تظالم ولا ريب في عدل الذي خلق الظلما (١١٤)
ثم ينفجر غضبه كما ينفجر غضب ديدرو Diderot فيقول:
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكر من القدماء
أرادوا بها جمع الحطام فأدركوا وبادوا وماتت سنة اللؤماء (١١٥)
(١) ومثل هذا قوله: ضحكنا وليس ما يوجب الضحـ؛ ك لدينا بل ما يهيج انتحابا. (المترجم)