للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنه يغتبط برؤية الأسرى يقتلون أمام مزاره (٤٩). وكان العمل الجوهري الذي تؤديه الديانة الآشورية هو تدريب مواطن المستقبل على الطاعة التي تتطلبها منه وطنيته، وأن تعلمه مداهنة الآلهة لكسب ودهم ورضاهم بضروب السحر والقرابين. ومن أجل هذا كان كل ما وصل إلينا من النصوص الدينية الآشورية لا يخرج عن الرقي والفأل والطيرة. ولدينا من هذين كشوف طويلة حددت فيها لكل حادثة نتائجها المحتومة، ووصفت فيها الوسائل التي يجب اتباعها لتجنب هذه النتائج (٥٠). وكانوا يصورون العالم على أنه مليء بالشياطين التي يجب اتقاء شرها بالتمائم المعلقة في الرقاب، أو الرقى الطويلة التي تجب تلاوتها بدقة وعناية.

وذلك جو لا يزدهر فيه من العلوم إلا علم الحروب، فقد كان الطب الآشوري هو الطب البابلي لم يزيدوا عليه شيئا، ولم يكن علم الفلك الآشوري إلا التنجيم البابلي، فكان أهم غرض تدرس من أجله النجوم هو التنبؤ بالغيب (٥١). ولسنا نجد عندهم شواهد على البحوث الفلسفية، ولم نعثر على ما يثبت أنهم حاولوا أن يفسروا العالم من غير طريق الدين. وقد وضع علماء اللغة الآشوريون قوائم بأسماء النباتات، ولعلهم وضعوها ليستعينوا بها في صناعة الطب، وبذلك قدموا بعض العون لعلم النباتات؛ ووضع غير هؤلاء من الكتبة قوائم تكاد تحتوي على كل ما كان على الأرض من أشياء، وكان فيما حاولوه من تصنيفها بعض العون لعلماء التاريخ الطبيعي من اليونان. وأخذت اللغة الإنجليزية من هذه الكشوف، عن طريق اللغة اليونانية في الغالب، لألفاظ الإنجليزية الآتية:

hangar، gypsum، camel، plinth، rose، ammonia، jasper، cane، cherry، Laudanum، naphtha، sesame، hyssop and myrrh. (١)

ومن أن نقر للألواح التي تسجل أعمال الملوك الآشوريين بذلك الفضل


(١) ويقابلها في العربية الحظيرة، والجبس، والجمل، وسفل الحائط (البلنت)، والورد، والنشادر، واليشب، والقصب، والكرز، وصبغة الأفيون (اللودتوم) والنقط، والسمسم، الجسب (الثغام)، والمر.