للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لي روح ملتهبة كالنار، ولسان فياض كالماء،

وعقل قواه الذكاء وشعراً مبرأ من العيوب،

ولكن ما أشد أسفي إذ لا أجد نصيراً خليقاً بمديحي

وما أشد أسفي إذ لا أجد حبيباً جديراً بغزلي!

ولا يقل عنه ثقة بنفسه معاصره الخاقاني (١١٠٦ - ١١٨٥)، وقد أثار بغطرسته معلمه فقال فيه شعراً يطعن في نسبه يقول فيه بالفارسية ما معناه:

أي خاقاني! مهما تكن مكانتك في الشعر فإني أسدي إليك نصيحة لا أقتضيك عليها أجراً:

لا تهجون أسن منك فربما تهجو أباك وأنت لا تدري (١)

وأكثر ما يعرف الأوربيون من الشعر الفارسي هو شعر عمر الخيام، وتضعه بلاد فارس بين علمائهم الأعلام، ولا ترى فر رباعياته إلا لهواً عارضاً كان يلهو به "من أعظم علماء الرياضية في العصور الوسطى" (٣٠). وقد ولد أبو الفتح عمر الخيام ابن إبراهيم في نيسابور عام ١٠٣٨، ومعنى لقبه صانع الخيام، ولكن هذا اللقب لا يدل على صناعته أو صناعة أبيه إبراهيم، لأن الألقاب المهنية كانت قد فقدت في أيامه معانيها الحرفية، كما فقدت ألقاب الحداد Smith، والخياط Taylor والخباز Baker، والفخراني Potter، معانيها عند الإنجليز والأمريكيين (٢) في الوقت الحاضر. ولا يكاد التاريخ يذكر شيئاً عن حياته، وإن كان يسجل أسماء الكثير من مؤلفاته، منها كتابه في الجبر الذي ترجم إلى الفرنسية في عام ١٨٥٧، وهو يدل على تقدم كبير عما وصل إليه هذا العلم على أيدي الخوارزمي والعلماء اليونان. فقد وصل فيه إلى حل جزئي لمعادلات الدرجة


(١) ليس هذا البيت من ترجمتنا بل إنه من شعر يهجو فيه بعضهم أبا العلاء صاعداً الأندلسي وهو ترجمة صادقة لقول أبي العلاء الآخر معلم الخاقاني.
(٢) وعندنا أيضاً. (المترجم)