الثالثة قيا أنه "ربما كان أعظم ما وصلت إليه الرياضة في العصور الوسطى"(٣١) ومنها كتاب آخر في الجبر (وهو كتاب مخطوط في مكتبة ليدن) يعد دراسة نقدية لنظريات إقليدس وتعاريفه. وقد كلفه السلطان ملك شاه مع جماعة من العلماء في عام ١٠٧٤ إصلاح التقويم الفارسي، وكانت نتيجة عملهم تقويماً لا يخطئ إلا في يوم واحد كل ٣٧٧٠ عاماً-أي أنه أدق قليلاً من تقويمنا الحاضر الذي يخطئ يوم كل ٣٣٣٠ عاماً (٣٢). وإنا لنترك اختيار أحد التقويمين للحضارة التي تتلو حضارتنا هذه. غير أن الدين الإسلامي كان أعظم سلطاناً على النفوس من العلوم الإسلامية، ولهذا عجز تقويم عمر الخيام عن أن يحل عند المسلمين محل التقويم الهجري. ومما يدل على ما بلغه ذلك العالم الفلكي من شهرة واسعة تلك القصة التي يرويا عنه نظامي عروضي الذي عرفه في نيسابور:
في شتاء سنة ٥٠٨ (١) في مدينة مرو أرسل السلطان ملكشاه في طلب صدر الدين محمد ابن المظفر رحمه الله، وكلفه أن يخبر الخيام-وكان ينزل داره-أن السلطان يريد الخروج للصيد، وأنه يطلب إلى عر أن يختار له خمسة أيام لا ينزل فيها مطر ولا ثلج. وفعل عمر ما كلف به ثم أرسل ابن المظفر إلى السلطان يخبره بما اختاره. ولما أعد السلطان عدته للرحيل هبط المطر؛ وهبت الرياح عواصف، ونزل الثلج والبرد، وأراد السلطان أن يعود، ولكن الخيام قال: لا تشغل بالك فإن المطر سينقطع في هذه الساعة ثم لا يهب مدة الخمسة الأيام اللاحقة. وسار السلطان وأنقطع المر مدة الأيام الخمسة (٣٣).
والرباعيات في أصلها الفارسي قصيدة تتألف كل مقطوعة فيها من أربعة أبيات قافيتها آبا. وتعبر كل منها عن فكرة كاملة في شعر جامع محكم. ولسنا