إنه كان يشكو الحفاء حتى التقى برجل مقطوع القدمين فشكر الله على ما أنعم به عليه (٥٣). وكشف وهو في الهند عن جهاز في صنم قيل عنه إنه يأتي بالمعجزات وقتل الدعي البرهمي المختفي فيه والذي كان هو إله ذلك الجهاز، وهو يوصي في شعره المتأخر المرح بأن تتبع هذه الطريقة العاجلة مع جميع الدجالين:
"فإذا أتفق لك أنت أيضاً أن كشفت عن مثل هذه الحيلة، فاقضِ من فورك على المحتال ولا تدعه يفلت منك، بل عجل به! لأنك إذا أبقيت على حياة ذلك الوغد، فلا تشك قط في أنه لن يرحمك … ومن أجل ذلك قضيت على هذا الخبيث رجماً بالحجارة، ولم ألتفت إلى نحيبه وعويله، لأن الموت كما تعلم لا ينطقون (٥٤).
وحارب الصليبيين وأسره "الكفار"، ثم افتُدي، فتزوج ابنة من افتداه ليعبر بذلك عن شكره لأبيها، ولكنه تبين بعد ذلك أنها سليطة لا تطاق وكتب عنها يقول "إن غدائر ذات الجمال قيد في قدمي صاحب العقل" (٥٥). ثم طلقها ولكنه التقى بغيرها من ذوات الغدائر، وسلك نفسه في سلسلة أخرى؛ ولما ماتت زوجته الثاني، آوى إلى صومعة في حديقة بشيراز وأقام فيها طوال الأعوام الخمسين الباقية من حياته.
وعرف معنى الحياة فشرع يكتب، ويقول المؤرخون إنه ألف كتبه الكبرى بعد أن اعتزل العالم، ومن هذه الكتب البيدناما وهو كتاب في الحكمة وديوانه وهو مجموعة من القصائد القصار، معظمها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية، وبعضها يفيض بالتقى؛ وبعضها بالفحش، ويشرح السعدي في كتابه البستان فلسفته العامة بالشعر التعليمي الفلسفي، تتخلله في بعض الأحيان مقطوعات من الغزل الرقيق.
لم أعرف في حياتي أحلى من هذه اللحظات. وقلت لحبيبتي لما أن ضممتها إلى