صدري في تلك الليلة ونظرت إلى عينيها يكاد يغلبهما النعاس:"أي حبيبتي يا غصن بان لقد آن آوان النوم. غنِ يا بلبلي! وافتحي فاكِ كما تتفتح الوردة. اطردي النوم يا ملهبة قلبي، ولتقدم لي شفاك رحيق حبك". ونظرت إليّ حبيبتي وهمست بصوتٍ خافت:"أملهبة قلبكِ؟ ومع هذا توقظني من نومي؟ ".
… وظلت حبيبتك طوال هذا الوقت تكرر قولها إنها لم تحب قط سواك … وكنت أنت تبتسم لأنك تعرف أنها كاذبة، ولكن ماذا يهمك من هذا؟ فهل شفتاها من أجله أقل حرارة وهما تحت شفتيك؟ وهل كتفاها أقل نعومة وأنت تداعبها بيديك؟ … يقولون إن نسيم الربيع حلو جميل شبيه بشذى الورد وتغريد العندليب، والمرج الأخضر، والسماء الزرقاء. ويحك يا جاهل! إن هذه كلها لا تحلو إلا إذا كانت معها حبيبتك (٥٦).
والجلستان وحديقة الورد (١٢٥٨) مجموعة من القصص التعليمية تتخللها قصائد من الشعر المطرب الجميل:
سأل ملك ظالم أحد الأولياء الصالحين:"أي شيء أفضل من الصلاة؟ " فأجابه الولي بقولهِ: "أفضل منها لك أن تظل نائماً إلى منتصف النهار، فلا تؤذي أحد من خلق الله حتى ذلك الوقت (٥٧).
يستطيع فقيران أن يناما على بساط واحد، ولكن مليكين لا تتسع لهما مملكة بأكملها (٥٨).
إذا كنت تسعى إلى الغنى فلا تطلب الهناءة (٥٩).
إن رجل الدين الذي يغضب إذا ناله أذى لا يزال كالجدول الضحل (٦٠) لم يعترف قط إنسان بجهلهِ إلا من كان في مجلس وأخذ غيره يتحدث، وقبل أن يتم حديثه يبدأ هو بالسؤال (٦١).
لو كان فيك فضيلة واحدة وسبعون رذيلة لما رأى من يحبك غير فضيلتك الوحيدة (٦٢).