العصور الوسطى، ستمائة يهودي (١٦). ومنهم عدد من مشهوري الأطباء، وكان في بلاد فردريك الثاني في فجيا Foggia طائفة من العلماء اليهود، وعين البابا الكسندر الثالث (١١٥٩ - ١١٨١) عدداً من اليهود في المناصب الكبرى في بيته (١٧)، ولكن فردريك اشترك مع البابا جريجوري التاسع في اتخاذ إجراءات ظالمة ضد يهود إيطاليا.
وكان يهود أسبانيا يلقبون أنفسهم سفرديم Sephardim، ويرجعون بأصولهم إلى قبيلة يهوذا الملكية (١)؛ ولما اعتنق الملك ريكارد Recared الدين المسيحي الأصيل، انضمت حكومة القوط الغربيين إلى رجال الدين الأقوياء أتباع الكنيسة الأسبانية في مضايقة اليهود وتنغيص حياتهم عليهم، فحرمت عليهم المناصب العامة، ومنعوا بالزواج من المسيحيات أو اقتناء أرقاء مسيحيين. وأمر الملك سيزبوت Sisebut جميع اليهود أن يعتنقوا المسيحية أو أن يخرجوا من البلاد (٦١٣)، وألغى الملك الذي خلفه على العرش هذا الأمر، ولكن مجلس طليطلة الذي عقد في عام ٦٣٣ أصدر قراراً ينص على أن اليهود الذين عمدوا ثم عادوا إلى الدين اليهودي يجب أن يفصلوا عن أبنائهم، وأن يباعوا أرقاء. وأعاد الملك شنتيلا Chtntla العمل بمرسوم سيزبوت (٦٣٥)؛ وحرم الملك إجيكا Egica على اليهود امتلاك الأراضي كما حرم على عمل مالي وتجاري بين أي مسيحي ويهودي (٦٩٣). وكانت نتيجة هذا أن ساعد اليهود العرب حين جاءوا أسبانيا فاتحين في كل خطوة من خطوات الفتح.
(١) يطلق اسم سفرد Sepharad في سفر عبدية (الكتاب الأول الفصل ٢٠) على إقليم (لعله آسية الصغرى) نقل إليه الملك نبوخذنصر (٥٩٧ ق. م) بعض اليهود، ثم أطلق هذا اللفظ بعدئذ على بلاد أسبانيا. وكان يهود ألمانيا يسمون تسمية غير دقيقة أشكنازيم لانتسابهم المزعوم إلى أشكنازيم Ashkenaz حفيد يافث بن نوح (سفر التكوين، الإصحاح العاشر، الآية ٣).