بالله. ولهذا ثار العرب والبربر في عام ١٠٦٦ وصلبوا يوسف، وذبحوا أربعة آلاف من يهود غرناطة، ونهبوا بيوتهم، وأرغم الباقون من اليهود على بيع أراضيهم ومغادرة البلاد. وجاء المرابطون من أفريقية بعد عشرين عاماً من ذلك الوقت متأججة صدورهم بالحماسة الدينية ومتمسكين بأصول السنة، وانتهى بقدومهم عصر أسبانيا الإسلامية الزاهر الطويل الأمد. ونادى أحد رجال الدين من المسلمين أن اليهود قد وعدوا النبي بأن يعتنقوا الإسلام بعد خمسمائة عام من الهجرة، إذا لم يظهر في ذلك الوقت مسيحهم المنقذ المنتظر، وأن هذه الأعوام الخمسمائة تنتهي بالحساب الهجري في عام ١١٠٧، وطلب الأمير يوسف إلى جميع يهود أسبانيا أن يعتنقوا الإسلام، ولكنه أعفاهم من هذا الأمر حين أدوا لبيت المال مبالغ طائلة (٢٣). ولما خلف الموحدون المرابطين في حكم مراكش وبلاد لندلس الإسلامية (١١٤٨)، خيروا اليهود والمسيحيين كما خير الملك سيزبوت اليهود قبل خمسمائة وخمسة وثلاثين عاماً من ذلك الوقت بين الارتداد عن دينهم أو الخروج من البلاد. وتظاهر الكثيرون من اليهود باعتناق الإسلام، وهاجر كثيرون منهم مع المسيحيين إلى شمالي أسبانيا.
وهنا وجد اليهود في بادئ الأمر من التسامح العظيم ما لا يقل جلالاً عما ظلموا يلقونه مدى أربعة قرون تحت حكم المسلمين. وأحسن الفنسو السادس والسابع ملكا قشتالة (الأذفونش) معاملة اليهود، وجعلاهم هم والمسيحيين سواء أمام القانون، ولما قامت حركة مناهضة للسامية (١١٠٧) في طليطلة، حيث كان ٧٢. ٠٠٠ يهودي، قمعها بصرامة (٢٤). وحدث أرغونة مثل هذا التآلف بين الديانتين، الأم والابنة، وبلغ من هذا التآلف أن دعا الملك جيمس الأول اليهود أن ستوطنوا ميورقة، وقطلونية، وبلنسية، وكثيراً ما كان يمنح المستوطنين اليهود بيوتاً وأرضين من غير ثمن (٢٥). وكانت لهم في برشلونة السيطرة على التجارة في القرن الثاني عشر، كما كان لهم نصف أراضيها الزراعية (٢٦). نعم إن يهود