انهار كله وأصبح أطلالاً بعد ستين سنة من بنائه (٧٥). ويحدثنا أشور بانيبال أنه أعاد تشييده؛ ويخيل إلينا ونحن نقرأ نقشه أن القرون التي تفصل ما بيننا وبين هذا العصر قد انطوت، وأننا نخترق بأبصارنا قلب ذلك الملك:
"وفي ذلك الوقت تقادم عهد الحرم، مكان الراحة في القصر … الذي شاده جدي سنحريب ليقيم فيه، وذلك لطول ما استمتع فيه من بهجة وسرور وتداعت جدرانه. وإذ كنت أنا أشور بانيبال، الملك العظيم، الملك القادر، ملك العالم، ملك أشور، … قد نشأت في ذلك الحرم وحفظني فيه أشور، وسن، وشمش، ورامان، وبل، ونابو، وإشتار، … وأنا وليٌّ للعهد، وبسطوا علي حمايتهم الطيبة وملاذهم الرضى؛ … ولم ينفكوا يبعثون إلي فيه أنباء سارة عن ظفرنا بأعدائنا، وإذ كانت أحلامي وأنا على سريري في الليل أحلاما سارة، كما كانت خيالاتي في الصباح مبهجة جميلة، … فقد مزقت خرائبه؛ وأردت أن أوسع رقعته فمزقتها جميعا. وشدت بناء مساحة أرضه خمسون تِبكى. وبنيت ربوة ولكنني وقفت خائفا أمام مزارات أرباب الآلهة العظام، فلم أعل بهذا البناء كثيرا؛ وصببت نبيذ السمسم ونبيذ العنب على قباء مؤنه، كما صببتهما على جداره الطيني. ولكي أشيد هذا الحرم كان أهل بلادي ينقلون اللبنات في عربات عيلام التي غنمتها منهم بأمر الآلهة. وسخرت ملوك بلاد العرب الذين نقضوا الهدنة معي، والذين أسرتهم في الحرب بيدي وهم أحياء، يحملون الأسفاط و (يلبسون) قلانس الفعلة ليشيدوا ذلك الحرم … وكانوا يقضون نهارهم في صنع اللبنات، ويرغمون على العمل فيه أثناء عزف الموسيقى. وشدت بناءه من قواعده حتى سقفه وأنا مغتبط مسرور، وأنشأت فيه من الحجرات أكثر مما