تدشين البابوات والأساقفة والملوك (٨٦)، وافتتح سانت برونو St. Bruno، الذي كان دوق لورين وكبير أساقفة كولوني ثم أصبح مستشاراً إمبراطورياً لأتو الأكبر، مدرسة في القصر الملكي ليدرب فيها طبقة من الموظفين الإداريين، واستقدم العلماء وجاء بالكتب من بيزنطية وإيطاليا وكان هو نفسه يعلم فيها اللغة اليونانية والفلسفة.
ولم تكن اللغة الألمانية قد نشأت لها آداب في ذلك الوقت؛ وكان القائمون بالكتابة كلهم تقريباً من رجال الدين، وكانت لغة الكتابة هي الألمانية. وكان أعظم شعراء العصر الألمان وهو ولفريد استرابو Walafrid Strabo (٨٠٩ - ٨٤٩) وهو راهب سوابي في ريخنو. وكان وقتاً ما مريباً لشارل الأصلع في قصر لويس التقي في آخن. وقد وجد له في يوديث الحسناء الطموحة زوجة لويس نصيرة مستنيرة. ولما عاد إلى ريخنو ليتولى رياسة ديرها صرف جهوده كلها في الدين، والشعر، وفلاحة البساتين، وقد وصف لنا في قصيدة له ممتعة في العناية بالحدائق De cultura hortorum كل عشب وزهرة من الأعشاب والأزهار التي كان يربيها ويشغف بها.
وكان أعظم من ينافسه في الأدب الألماني في تلك القرون راهبة تدعى هرسويذا Hroswitha، وهي واحدة من كثيرات من النساء اللائي امتزن في ذلك العصر بثقافتهن. ورقتهن. وقد ولدت حوالي عام ٩٣٥، ثم دخلت دير البندكتيين في جندرسهايم Gandersheim. وما من شك في أن مستوى التعليم في ذلك الدير كان أرقى مما نتوقع، ذلك أن هرسويذا قد درست شعراء روما الوثنية، وعرفت كيف تكتب باللغة اللاتينية بأسلوب سلس واضح، وكتبت بالشعر اللاتيني السداسي الأوتاد تراجم لبعض القديسين كما أنشأت ملحمة أصغر من هذه التراجم عن أتو الأكبر، ولكن كتبها التي خلدت ذكرها هي ستة مسرحيات نثرية من نوع المسلاة حذت فيها حذو ترنس Terence