للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشبيه به في روحه واسمه سانت كولمبان St. Columban المولود في لينستر Leinster حوالي عام ٥٤٣. ولسنا نعلم عنه شيء حتى نجده وهو في الثانية والثلاثين من عمره يؤسس الأديرة في جبال الفوج بفرنسا. وكان من تعاليمه للمبتدئين من أتباعه في لكسويل Luxeuil:

يجب أن تصوم كل يوم، وتصلي كل يوم، وتعمل كل يوم، وتقرأ كل يوم؛ وعلى الراهب أن يعيش تحت حكم أب واحد، وفي مجتمع يتألف في كثير من الإخوان، حتى يتعلم التواضع من أحدهم والصبر من آخر والصمت من ثالث ودماثة الأخلاق من رابع … ويجب أن يأوى إلى الفراش وهو متعب يكاد يغلبه النوم وهو سائر في الطريق (٢٣).

وكانت العقوبات صارمة، أكثر ما تكون بالجلد: ستة سياط إذا سعل وهو يبدأ ترنيمة أو نسي أن يدرم أظافره قبل تلاوة القداس، أو تبسم أثناء الصلاة أو قرع القدح بأسنانه أثناء العشاء الرباني؛ وكانت اثنا عشر سوطاً عقاب الراهب إذا نسي أن يدعو الله قبل الطعام، وخمسون عقاب التأخر عن الصلاة، ومائة لمن يشترك في نزاع، ومائتان لمن يتحدث من غير احتشام مع امرأة (٢٣). ولم يكن الناس يحجمون عن دخول الدير رغم هذا الحكم الإرهابي، فقد كان في دير مكسويل ستون راهباً، كثيرون منهم ينتمون إلى أسر غنية. وكانوا يعيشون على الخبز، والخضر، والماء؛ ويقطعون الغابات، ويحرثون الأرض، ويزرعون ويحصدون، ويصومون ويصلون. وهنا أقام كولمبان نظام "الحمد الذي لا ينقطع iaux perennis. فقد كانت الأوراد يتلوها بلا انقطاع ليلاً ونهاراً طائفة بعد طائفة من الرهبان يوجهونها إلى عيسى ومريم والقديسين (٣٤). وكانت ألف دير ودير شبيهة بدير لكسويل من المعالم البارزة في العصور الوسطى.

ولم يكن المزاج الصارم الذي وضع هذه القواعد يجيز آراء غير هذه الآراء؛ ولهذا ألقى كولمبان، الذي يحرم النزاع، نفسه في نزاع متكرر مع الأساقفة الذين