للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستخدمون اللغة العامية في عظاتهم وصلواتهم، فبعث إليه الإمبراطور بأخوين همامثوديوس Methodius وسيريل Cyril كانا نشآ في سلانيك، ولذلك كان من السهل عليهما أن يتكلما لغة الصقالبة. ورحب بهما أهل البلاد ولكنهما وجدا أن الصقالبة ليست لهم حروف هجائية يعبرون بها عن لغتهم تعبيراً كاملاً بالكتابة، وأن العدد القليل الذين يكتبون يستخدمون في كتابة حديثهم الحروف اليونانية واللاتينية. ولهذا ابتكر الحروف الهجائية الصقلبية وطريقة كتابتها، وذلك باستخدام الحروف اليونانية مع التحسينات التي دخلت عليها نتيجة استخدام اليونان إياها حتى القرن التاسع، فكان حرف B ينطق كما ينطق V، H ينطق حرف I (وحرف E في الإنجليزية)، Ch ينطق الأسكتلنديون Ch، وابتكر حروفاً صقلبية للأصوات التي لا تعبر عنها الحروف اليونانية. وترجم سيريل بهذه الحروف الهجائية الترجمة اليونانية السبعينية للعهد القديم ونصوص الطقوس اليونانية، وبدأ بهذا العمل لغة مكتوبة جديدة وأدباً جديداً.

ونشأ وقتئذ بين المسيحية اليونانية واللاتينية نزاع تبغي به كلتاهما أن تستحوذ على الصقالبة، فاستدعى البابا نقولاس الأول سيريل ومثوديوس إلى روما، حيث ترهب سيريل، ومرض، ومات (٨٥٩) أما مثوديوس فعاد إلى مورافيا كبيراً لأساقفتها من قبل البابا. وأجاز البابا يوحنا الثامن استخدم الطقوس الصقلبية، ثم حرمها استيفن الخامس، واكتسبت الكنيسة اللاتينية وشعائرها مورافيا، وبوهيميا، وسلوفاكيا (وهي التي تتألف منها دولة تشكوسلوفاكيا الحاضرة)، كما كسبت بعدئذ بلاد المجر وبولندا، أما بلغاريا، والصرب، وروسيا قد ارتضت الطقوس والحروف الهجائية الصقلبية، وقدمت ولاءها للكنية اليونانية، وأخذت ثقافتها عن بيزنطية.

ولقد تأثرت هذه التغييرات الدينية بالاعتبارات السياسية. ذلك أن اعتناق الألمان المسيحية كان يقصد بهم ضمهم إلى مملكة الفرنجة وربطهم وإياها برباط