Alexius V. Ducas، وأخذ يعد جيشاً يطرد به اللاتين من معسكرهم في غلطة. ولكن اليونان كانوا قد قضوا دهراً طويلاً وهم آمنون وراء أسوارهم، فلم يحتفظوا بشيء من الفضائل المتصلة باسمهم الروماني، فاستسلموا بعد شهر من الحصار؛ وفر ألكسيوس الخامس، وأخذ اللاتين الظافرون يعيثون في العاصمة كأنهم جراد منتشر ملتهم (١٢٠٤).
وازداد نهمهم لطول ما حرموا من فريستهم الموعودة، فانقضوا على المدينة الغنية في أسبوع عيد الفصح وأتوا فيها من ضروب السلب والنهب ما لم تشهده روما نفسها على أيدي الوندال أو القوط. نعم إنه لم يقتل في هذه الحوادث كثيرون من اليونان- فلعل عدد القتلى لم يتجاوز ألفين، أما السلب والنهب فلم يقفا عند حد. ووزع الأشراف القصور فيما بينهم، واستولوا على ما وجدوه فيها من الكنوز؛ واقتحم الجنود البيوت، والكنائس، والحوانيت، واستولوا على كل ما راقهم مما فيها؛ ولم يكتفوا بتجريد الكنائس مما تجمع فيها خلال ألف عام من الذهب والفضة والجواهر، بل جردوها فوق ذلك من المخلفات المقدسة، ثم بيعت هذه المخلفات بعدئذ في أوربا الغربية بأثمان عالية. وعانت كنيسة أياصوفيا من النهب ما لم تعانه فيما بعد على يد الأتراك عام ١٤٥٣ (٥١)، فقد قطع مذبحها العظيم تقطيعاً لتوزع فضته وذهبه (٥٢). وكان البنادقة، وهم الذين يألفون المدينة التي كثيراً ما رحبت بهم تجاراً، يعرفون أين توجد أعظم كنوزها، فاستعانوا بذكائهم الفائق على أعمال التلصص، وامتدت أيديهم إلى التماثيل، والأقمشة، والأرقاء، والجواهر؛ ونقلت الأربعة الجياد البرنزية التي كانت تطل على المدينة اليونانية، وجمل بها ميدان القديس مرقس Piazza di San Marco. وكانت هذه السرقات المنظمة مصدر تسعة أعشار مجموعات الفنون والجواهر التي امتازت بها كنوز كنيسة القديس مرقس على سائر الكنائس (٥٣). وبذلت محاولة ضئيلة للحد من اغتصاب النساء، وقنع الكثيرون من الجنود بالعاهرات، ولكن