للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوائم خشبية وأحرقوا بالنيران (١٣١٠)، وظلوا إلى آخر لحظة من حياتهم يجهرون بأنهم بريئون. واعترف دوه مولاي Du Molay رئيس الطائفة الأكبر على نفسه نتيجة لهذا التعذيب، فسيق إلى قائمة الإحراق، فعاد إلى الإنكار، واقترح محاكموه أن تعاد محاكمته؛ ولكن فليب لم يرضه هذا التأخير، وأمر بحرقه على الفور، وشرف الملك بحضوره تنفيذ الحكم. وصادرت الدولة جميع ما كان لفرسان المعبد من أملاك في فرنسا، واحتج البابا كلمنت الخامس على هذه الأعمال، ولكن رجال الدين الفرنسيين أيدوا الملك في أعماله، وامتنع البابا عن المقاومة وكان في واقع الأمر سجيناً في أفنيون، وأعلن بإيعاز إلغاء نظام فرسان المعبد (١٣١٢). وصادر إدوارد الثاني هو الآخر أملاك فرسان المعبد في إنجلترا ليسد بها حاجته إلى المال. وأعطى فليب وإدوارد الكنيسة بعض هذه الأموال المصادرة، ووهبا بعضها الآخر لأنصارهم وأحبائهم، فأنشئوا بها ضياعاً واسعة، وأعانوا بها الملوك على الأشراف الإقطاعيين القدامى.

وربما كان بعض الصليبين قد تعلموا في الشرق أن يتغاضوا من جديد عن الشذوذ (١)؛ وفي وسعنا أن نضم هذا، والعودة إلى إنشاء الحمامات العامة والمراحيض الخاصة في الغرب، إلى ما أسفرت عنه الحروب الصليبية من نتائج وأكبر الظن أن الأوربيين قد رجعوا إلى العادة الرومانية القديمة عادة حلق اللحى نتيجة لاتصالهم ببلاد الشرق الإسلامية (٦١)، ودخلت ألف كلمة وكلمة من اللغة العربية إلى اللغات الأوربية، وانتشرت القصص الشرقية في أوربا، وتهيأ لها مظهر جديد في اللغات القومية الناشئة. وتأثر الصليبيون بروعة الزجاج المنقوش المصنوع في بلاد الإسلام، وربما كان من نتائج تأثرهم بها أنهم نقلوا من بلاد الشرق الأسرار الفنية التي أدت إلى تحسين الزجاج الملون الذي نشاهده


(١) لقد وصف المؤلف في المجلدات السابقة انتشار الشذوذ الجنسي في بلاد أوربا منها بلاد اليونان والرومان، وذكر في هذا الفصل نفسه تهم الشذوذ الجنسي التي وجهت إلى الهيئات الصليبية المحاربة. المترجم