بشعبه"%=@هكذا تصور التوراة إله إسرائيل. @. ثم يريد يهوه أن يفني اليهود أصلاً وفرعاً لأنهم عصوا موسى، ولكن موسى يستثير فيه عواطفه الطيبة، ويأمره أن يفكر فيما يقوله الناس عنه إذا سمعوا بفعلته (٧٤)، وهو يختبر قومه اختباراً قاسياً فيطلب إلى إبراهيم تضحية يالها من تضحية. ويعلم إبراهيم يهوه، كما يعلمه موسى، مبادئ الأخلاق السامية وينصحه إلا يهلك سدوم وعمورة، إذا وجد فيهما من الرجال خمسون، أو أربعون، أو ثلاثون، أو عشرون، أو عشرة صالحون (٧٥). ولا يزال يغري إلهه بالرحمة، ويشرح له كيف يضطر الإنسان إلى أن يعيد تصوير أربابه لتتفق مع تطورات أخلاقه. وأن اللعنات التي يهدد بها يهوه شعبه المختار إذا ما عصاه لجديرة بأن تكون نماذج في القدح والسب، ولعلها هي التي أوحت إلى الذين حرقوا الكفرة في محاكم التفتيش الأسبانية أو حكموا على إسبنوزا بالحرمان أن يفعلوا ما فعلوا: "ملعوناً تكون في المدينة وملعوناً تكون في الحقل … ملعونة تكون ثمرة بطنك وثمرة أرضك … ملعوناً تكون في دخولك وملعوناً تكون في خروجك، يرسل الرب عليك اللعن والاضطراب والزجر في كل ما تمتد إليه يدك لتعمله حتى تهلك وتفنى سريعاً من أجل سوء أفعالك إذ تركتني؛ يلصق بك الرب الوباء حتى يبيدك عن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها. يضربك الرب بالسل والحما والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والذبول فتتبعك حتى تفنيك … الخ يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكة حتى لا تستطيع الشفاء، يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب … أيضا كل مرض وكل ضربة لم تكتب في سفر الناموس هذا بسلطة الرب عليك حتى تهلك" (٧٦).
ولم يكن يهوه الإله الوحيد الذي يعترف اليهود بوجوده، أو يعترف هو نفسه بوجوده، وشاهد ذلك أن كل ما يطلبه في الوصية الأولى من الوصايا العشر